إلى أهالي أم العرائس التي كانت وستظل قلعة النضال الصامدة في وجه السياسات الظالمة والمتعدية على الحقوق والكرامة.

إلى من اعتصموا لأكثر من شهر في الشوارع وتحت الخيام من أجل عمل يكفل الكرامة ودفاعا عن حق جهتنا في المشاريع التنموية ومناداة بنصيبنا من الثروة الوطنية:

ماذا جنيتم من اعتصاماتكم واحتجاجاتكم؟

حضائر موسمية مهينة، ووعود وهمية كاذبة، كل ما يمكن للدولة أن تقدمه لكم هو آليات التشغيل المفلسة أما ما طالبتم به من حلول جذرية ومشاريع تنموية فقد ذهب أدراج الرياح ربما لأنكم مواطنون من درجة ثانية أو ربما لأن معتمدية أم العرائس لا تنتمي للتراب التونسي.

هل تعرفون أن الأموال المخصصة لهذه الحلول الترقيعية المؤقتة – الحضيرة المسترسلة والتكوين المستمر - ليست استثمارات من دولتنا بل هي في الحقيقة تبرعات من الدول الأجنبية والمنضمات الأممية، وأن المرابيح الخيالية لشركة فسفاط قفصة تودع في أرصدة عصابات السطو على أموال وعرق ودماء الشعب؟

هل تعلمون أنه في مدن وقرى الشريط الساحلي وفي العاصمة يخطط لبعث مشاريع ستشغل عشرات الآلاف، هذه سياستهم تقتير هنا وإسراف هناك، هل ترضون بهذا الظلم والحيف الاجتماعي؟

إن هذه الحلول ليست سوى إعادة إنتاج للقهر والظلم وتعكس بوضوح استحقارا مقصودا وتواصلا لسياسات التمييز والتفريق بين الجهات، فرغم ما تساهم به منطقتنا في الاقتصاد الوطني فان نصيبنا من الثروة هو فقط برك الأوساخ وفضلات مغاسل الفسفاط والأمراض والأوبئة وتلوث الماء والهواء.

لقد مرّروا علينا خيارهم ونسينا نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة، هل ستسمحون لقائمة العار والرشوة والمال الوسخ بالعبور على جثث الفقراء والمساكين؟

يا شباب وأهالي أم العرائس:

قاطعوا هذه الحلول المهينة وانتفضوا، دافعوا عن حقوقكم عن حاضركم ومستقبلكم، عبروا عن رفضكم لهذا الاستعباد وأكدوا أنكم أحرار ترفضون الظلم والجور.

أخرجوا من صمتكم وعبروا عن سخطكم وغضبكم من سياسات الدولة تجاه منطقتنا المنكوبة، طالبوا بالمشاريع التنموية وبالتقسيم العادل للثروة ولثمرات النمو.

اقرؤوا عن حقوق القطط والكلاب في الدول الأوروبية واسألوا أنفسكم إلى متى سنظل في أذيال القافلة.

التحقوا بنا في مقر الاتحاد المحلي للشغل لنقف وقفة حازمة في وجه من صنفونا مواطنين من درجة ثالثة في دولة ليست لكل مواطنيها.