الصفحة الأساسية > البديل الوطني > ما أروعكم
ما أروعكم
9 نيسان (أبريل) 2008

ما أروعكم

حقا ما أروعكم وما أروع صمودكم. وحدكم أنتم المرابطون خلف المتاريس بنخوتكم وشموخكم باتحادكم وبعنادكم، من جوعكم ومن فقركم ترسمون أبهى لوحات الصمود والتحدّي...

طوبى لكم، أنتم أبناء المعول والمحجر، بهذه الشهادات المحلات بعناقيد العزّة والكرامة، أنتم الواقفون هناك باسم "شعب نائم في هذه الساعات" تتحدّون غربان الظلام تواجّهون الظلم والظلمة، تنسجون بشيء من الوجع عرس تلك المدينة وأية مدينة؟ وإن عددنا أعراسها وإن خلّدنا بطولاتها فلكل جيل أعراسه ولكل جيل أبطاله.. طوبى ألف مرّة لجيل هذا اليوم لشبابه وأطفاله لشيوخه ونسائه

لكل أولائك أقول ما أروعكم... وإنّي أحبكم

إلى عدنان

يا دامي العينين والكفّين إنّ الليل زائل

لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل

نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل

وحبوب سنبلة تجفّ ستملأ الوادي سنابل

لم أكن أعرفك حتى جاء ذلك اليوم (5 أفريل 2008) الذي قدّمت فيه شهادتك عن واقع الحوض المنجمي ومعاناة أبناء الجهة وفصّلت يوميات الاحتجاج لحظة بلحظة يوم لم يمح من ذاكرتي ولا من ذاكرة الحاضرين وقد انجذبنا لصراحتك وفصاحتك، ولكن أكثر من ذلك لذلك البريق الذي يشعّ نخوة وعزّة. لقد وعدت بأن تكون في الموعد يوم 7 أفريل وكنت. لم تمهلك عصا الفاشستي وجحافل الطاغية، ووسّمتنا بدمائك.

باسم شعب أبيّ وباسم جيل مقاتل وإن ببطء وعسر ستدكّ أعمدة الفاشية وسيهزم صف الظلم والجور وسترفع راية الحرّية والكرامة وإليك ولكل أمثالك سنهدي النصر و... الميلاد.

سوط الصمت

حقيقة، وأقولها عالية، أحسست بحلقي جاف، وبخجل كالصقيع ينتابني، تماما مثلما قال سعد الله ونوس حين أنهى قراءة "الآن هنا" لعبد الرحمان منيف، أيحدث هذا الآن وهنا ونحن واقفون على الحياد؟؟؟
لم أكن اعلم أن مدينة بجمال قفصة وطيبة ّأهاليها، ولي فيها أحبّة كثرُ، سنسلّمها فريسة تدوسها أقدام الخزي والعار.

لم نكن في مستوى ما انتظروه منّا: أن نهبّ لنصرتهم ونصرة ضمائرنا: أترى، القضيّة، قضيّتهم وحدهم؟

لا، وألف لا ! يدافعون عن حقّهم في العمل من أجل الخبز، من أجل الحياة. فهل أقدس من ذلك مطلب؟ ماذا سيقول الناعقون بالجمل الثورية وبالخطب الرنانة غدا أمام محكمة التاريخ؟؟

الأكيد أننا سنفوّت الفرصة، كما فوّتنا غيرها، على هذا الشعب من أجل تحرره وانعتاقه. وأكيد، وهذا ما كنّا لنريده، إن سلطة القهر ستستمدّ أنفاسها وستبقى إلى أجل...

كيف نُعَاوِدُكَ

صحيح أن حركة الاحتجاج التي دامت أكثر من ثلاثة أشهر شهادة على صدق أهاليها وعلى كفاحيّتهم. وصحيح كذلك أنها برهان ساطع على أن النظام لم يترك لهم، ولنا، غير النضال، وغير التضحية في سبيل مطالبنا العادلة والمشروعة. صحيح كذلك أن هذه المدّة وطولها ناتجة عن عزلة الحركة وضعف "المساندة" التي لم تتعدّ مجرّد التضامن السلبي، وكان من الأجدر أن يكون الميداني هو الردّ السليم... ولكن إلى كل ذلك، الحقيقة التي تفقأُ العين، هي عجز تام عن مواجهة مطالب الحركة ـ على حيويتها ـ بأسلوب آخر غير الأمن، وسياسة الهروب إلى الأمام، والتعنّت المخجل في طمس الحقائق، فعوضا عن هذا الأسلوب الهمجي كان لابدّ من فتح تحقيق جدّي ومسؤول حول قضايا الفساد الإداري والمالي وحول المشاريع التنمويّة التي يمكن أن تمتصّ جزء من الأزمة. ولكن "قد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا..." فكيف نعاودُك أيتها السلطة، وهذه آثار "فأسك"؟؟؟

شريف الخرايفي

إتحاد أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني