الصفحة الأساسية > البديل الوطني > مشاورات تشكيل الحكومة بين «الحقائب» والبرامج
مشاورات تشكيل الحكومة بين «الحقائب» والبرامج
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

وسط تكتـّم وتعتيم مريب ومقلق، تطالعنا من حين إلى آخر بعض التسريبات من هنا وهناك والتي لا يمكن إثبات صحتها من عدمها، فقط كلّ ما علينا فعله هو الترقـّب إلى حين تقسيم الأدوار وإلى حين الإعلان رسميّا عن الحكومة الجديدة والتي يبدو أنّ معالمها الكبرى قد بدأت تتـّضح لدى البعض من خلال سياسة إطلاق الخبر وترقـّب ردّة فعل الشـّارع إيمانا من «الدبّرين» أنّ التعامل مع شعب محتقن وثائر أصعب بكثير التعامل مع شعب مستكين.

تسريبات جديدة

بعد إعلان الهيئة العليا المستقلـّة للانتخابات في ندوة صحفيّة يوم الإثنين 14 نوفمبر عن النتائج النهائيّة الرسميّة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي، بدأت أخبار تشكيل الحكومة الجديدة تتوافد على المواطن التونسي دون أيّ تأكيد إعلامي رسميّ أو نفي لما يروّج في الشارع من شائعات. فبعد حصول حركة النهضة على 89 مقعدا في المجلس التأسيسي تأكـّد أنّه سيكون لها الدّور الأكبر في عمليّة تشكيل الحكومة وفي عدد الحقائب الوزاريّة على حدّ السّواء، بحيث رشـّحت هذه الأخيرة أمينها العام السيّد حمادي الجبالي رئيسا للحكومة المقبلة، في المقابل يشاع أنّه تمّ إسناد وزارتي العدل والداخليّة لحزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة ووزارتي التربية والخارجيّة لحركة النهضة ولقد رفض السيّد سمير بن عمر عضو المكتب السّياسي لحركة النهضة تأكيد هذا الخبر أو نفيه وصرّح خلال مقابلة تلفزيونيّة على القناة الوطنيّة الأولى إثر نشرة الأخبار أنّ المشاورات لازالت جارية ولم يتوصّل المتفاوضون إلى توافق نهائيّ ويرجّح أن يتمّ الإعلان رسميّا عن التشكيلة الحكوميّة في غضون الأيّام القليلة المقبلة.

الشعب يريد حكومة ثوريّة

إنّ الشعب التونسي الذي ثار ضدّ الاستبداد وقدّم التضحيّات الجسام في مسيرة مقاومته للدكتاتوريّة لن يرضى بحكومة إصلاح وترقيع وسدّ أفواه الثائرين بالمسكـّنات الحكوميّة التي تسكـّن الآلام ولا تقضي عليها، إنـّه ينشد أوّلا حكومة مستقلة وليست مرتبطة بأيّ حزب، توجُّهَها الوحيد مصلحة الناس والعمل على تطلـّعاتهم وتحقيق مطالب ثورتهم، حكومة ثورية تقضي على الفساد وتعاقب المفسدين في العهد المخلوع والذين مازالوا يجولون في الشوارع، ويتحكمون في الاقتصاد والاعلام.

ولا يجب على المتفاوضين أن يتناسوا أنّنا في زمن الثورة و الثورة تعنى القطيعة النهائية مع الماضي، لذا وجب أن تكون الحكومة الجديدة خالية من رموز الفساد والتآمر والتي تسعى للتقرّب من الدّول الاحتكاريّة وكسب ودّها، لقد حان موعد التغيير بالنسبة للتونسي وعلى صناع القرار الخروج من جلباب الأحزاب التي ارتهنت البلاد وتسعى لمزيد إغراقها باستدعاء عملاء الإمبرياليّة وزيارتهم والتشاور معهم وقبول الهبات منهم، إنّ شعبنا وعلى بساطة مطالبه فهو لن يرضى بأقلّ من الشعارات التي رفعت في ثورته المجيدة، وإنـّه يجب حماية الثورة من التدخل الأجنبي.

الشعب يريد تكريم شهداء تونس الأبطال الذين سكبوا دماءهم سرجا لمشكاة الحرية، فمن ذاق على مدار الخمسين سنة مرارة الديكتاتورية أصبح وبلا شكّ يؤمن بأنّ الحق يأخذ ولا يعطى. ولقد آن الأوان للساسة التونسيين أن يحترموا هذا الشعب الذي أوصلهم لسدة الحكم وأتى بهم من المنافي وعليهم أن يبيّنوا استعدادهم من أجل تكريس ديمقراطيّة حقيقيّة وأن يستجيبوا لمطالب المفقـّرين والمقهورين وأن يعيدوا الثروة لأصحابها وأن يوزّعوها بالعدل بعيدا عن حساباتهم الضيّقة. شعبنا رفع مطالبه مرارا وتكرارا «شغل ـ حريّة ـ كرامة وطنيّة» ولن يقبل بأقلّ من ذلك.

الطيف الجربي


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني