الصفحة الأساسية > البديل الوطني > ناموا أيّها السجناء، فالعرس قد ابتدأ من رنين أصفادكم
عفاف بالناصر:
ناموا أيّها السجناء، فالعرس قد ابتدأ من رنين أصفادكم
6 كانون الثاني (يناير) 2011

وأنا ساهرة أحرس ليل قلعتكم من الريح والأوجاع والأعداء.. ساهرة حتّى رحيل الليل أحبك من رموش العين أغنية تهدهدكم، ناموا وحطّوا الحلم على الحلم.. واتّقدوا عناقيد في أحلامي واستريحوا من عناء الرحيل الطويل المضني ومن منازلة الرياح والأشواق.

زرّوق أو قلعة المنفى، أو صعود الفجر رويدا، يكبر العشق في زرّوق.. يتّحد بصرير السلاسل والأقفال.

زرّوق/المنفى.. ترتفع هاماتكم من هناك وتناطح الغيوم، ومن هناك تبدو الكلمات طالعة.. حارّة.. حارّة، مُوجعة في طلوعها ومُرعدة في التعرّي أمام الصمت والفراغ. استريحوا فلا يمكن لخطاكم أن تتسع لأكثر من زرّوق، هناك الحلم مُكتمل.. وأنا في البدء أستميت لأحرس فجركم ومواقيت ضحكاتكم ودمعاتكم وصعود آهاتكم وأنّاتكم وانتصاراتكم الصغيرة والكبيرة.. سأحرس كلّ المعابر المؤدية إليكم وحتّى لامبالاتكم وتغيّر أمزجتكم، وفي الختم أناديكم كما لو كنتم هنا.. وأزداد التصاقا بالتراب لعلّ الجذوع تضرب في هذه الأرض وتعطي غصونا وغصونا، تكبر.. وتكبر وتفيء على ساحاتكم بظلّها.

زرّوق/المنفى، حيث لا حدود للانتظار وشُحّ الذاكرة، الذاكرة التي تهبنا الحياة وتقتلنا في نفس اللحظة ولا تدلّنا على لغزها الساحر أبدا حتّى لو جلدناها طويلا، ماذا تفعلون بذاكرتكم؟ ألقوها بعيدا واستريحوا.. كسّروا مفعولها الآسر على قلوبكم أو استنسخوا ذاكرة للجدران والحكايات التي لا تنتهي.. ذاكرة للنوافذ المُشرعة على اللامكان.. وإذا ناديناكم فلا تسمعونا واتركونا للمدن المجروحة نلعق جراحاتها لعلّ للدم في غيابكم طعم أحلى.

عفاف بالناصر


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني