الصفحة الأساسية > البديل الوطني > هذه هي الرياضة في تونس!!
هذه هي الرياضة في تونس!!
31 كانون الثاني (يناير) 2010

اندلعت معركة حامية الوطيس يوم الأربعاء 26 جانفي 2010 بين مجموعتين شبابيتين في قطار الأحواز الشمالية بالعاصمة الرابط بين تونس وحلق الوادي والمرسى وذلك على مستوى مدينة صلامبو في حدود الساعة السادسة والربع مساء.

أصل الحكاية هي أنّ مجموعة شبابية من أحبّاء النادي الإفريقي عددها يقارب 10 أفراد هاجمت مجموعة أخرى في نفس عربة القطار من أحبّاء الترجّي الرياضي التونسي وعددها تقريبا 7 أفراد فما كان من هذه المجوعة إلاّ أن ردّت الفعل بعنف أعمى استعملت فيه كلّ أنواع الأسلحة المتوفّرة لديها: غاز مسيل للدموع!! لهب، مفرقعات!!... فسالت الدماء وتهشّمت التجهيزات داخل العربة...

هذه هي الرياضة في تونس!! وهذه هي الأخلاق الرياضية!! عنف وعنف مضادّ، شباب ضائع، عاطل عن العمل، فاقد لكلّ القيم النبيلة التي عرف بها شعبنا، مستعدّ لإشعالها حرائق لأبسط الأسباب وأتفهها (الترجّي والإفريقي)، ومن يتحمّل المسؤولية؟

الأكيد أنّ هناك عدّة عوامل وراء ما حدث، لكنّ الأكيد أيضا أنّ السلطة في تونس تتحمّل القسط الأوفر وهي السبب الرئيسي وراء كلّ ما جرى وما سيجري!!

من المسؤول عن رداءة التعليم؟
من المسؤول عن البطالة؟
من المسؤول عن الفاقة والعوز والاحتياج؟
من المسؤول عن تصحّر الثقافة في بلادنا؟
من المسؤول عن تفشّي كلّ الأمراض الاجتماعية: الفقر والإملاق والإحباط واليأس والبؤس، الكحولية والمخدرات والدعارة...؟
من المسؤول عن...؟ من المسؤول عن...؟

ماذا ننتظر من شباب يعامل على أنّه لاشيء ويستعمل فقط زورا وبهتانا كمادّة دعائية لحملات انتخابية (الشباب يحظى برعاية "سيادته" الموصولة، هذه سنة الشباب، انشغال "سيادته" بملفّ التشغيل، الاهتمام بفئة أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل، ضجيج كبير وكذب أكبر!!)، يرى ويسمع، يشاهد بأمّ أعينه اتّساع الهوّة بين الفقراء من أبناء جلدته ومجموعات الأغنياء الجدد الصاعدة كالفقاقيع والمرتبطة رأسا بالقصر؟

الأكيد أنّ السلطة في تونس تتحمّل كلّ المسؤوليات الأخلاقية والقانونية والسياسية حول تردّي أوضاع الشباب وميله المطّرد نحو العنف إذ هي التي تسوس البلاد ولا أحد غيرها وتمنع عن المعارضة حتّى مجرّد التنفّس، لكنّ الأكيد أيضا أنّ هذه السلطة لا يعنيها اقتتال المجموعات الشبابية في ما بينها أو العنف المتفشّي في الملاعب أو تدمير المرافق العامة أو إلحاق الضرر بالغير مادام هذا العنف ليس سياسيّا ولا يمسّ بالنظام الحاكم!!

لقد بات واضحا لكلّ ذي بصيرة أنّ الرياضة في تونس لم يبق منها إلاّ الاسم والسلطة توظّفها لتخدير الشباب وإلهائه عن الخوض في الشأن العام حتّى يتركها وحالها!!

مواطن
تونس في 26 جانفي 2010


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني