الصفحة الأساسية > بديل الشباب > هيئة إدارية استثنائية تؤجل المؤتمر
الاتحاد العام لطلبة تونس:
هيئة إدارية استثنائية تؤجل المؤتمر
حزيران (يونيو) 2008

عقد الاتحاد العام لطلبة تونس هيئة إدارية استثنائية على امتداد يومي 22 و23 أفريل2008 دعا إليها 2/3 أعضاءها تقرر خلالها تأجيل المؤتمر الوطني الموحد إلى أيام 15و16و17 أوت 2008 بعد أن كان مقررا أيام 25و26و27 أفريل الفارط وانتخاب لجنة من صلب الهيئة الإدارية للنظر في تثبيت باقي الانتخابات القاعدية التي كانت أجريت بعد الهيئة الإدارية الأولى.

وكان الاتحاد قد عقد هيئة إدارية أواخر شهر مارس قررت موعد المؤتمر في أفريل و انتخاب لجنة للإعداد الأدبي و المادي للمؤتمر.

السلطة تتدخل

المسؤولون في الاتحاد و على رأسهم رئيس الهيئة الإدارية السيد عز الدين زعتور سجلوا تذمر اتهم منذ أن رفضت سلطة الإشراف تمكين الاتحاد من فضاء عمومي يعقد فيه هيئة الإدارية.

و تواصل صمت الوزارة و رفضها التعامل مع قيادات الاتحاد و مسؤوليه إلى ما بعد الهيئة الإدارية التاسعة خصوصا مع تراكم المشاكل و الملفات أهمها ملف المطرودين و المتتبعين عدليا إضافة إلى حرمان الاتحاد من حسابه الجاري و التحضير للمؤتمر في ظروف عادية...

و مع اقتراب موعد المؤتمر تتصل السلطة و تبدأ في ممارسة لعبتها المعتادة ألا و هي التدخل في شؤون المنظمة الطلابية و إملاء شروطها الممثلة أساسا في تأجيل المؤتمر بتبرير أن تاريخ المؤتمر "لا يمكن الوزارة من توفير فضاء لعقد المؤتمر في ظروف عادية باعتبار فترة الامتحانات..."-هكذا؟-مع "وعد" بالنظر في حل ملف المطرودين والمتتبعين عدليا من مناضلي الاتحاد و"تحرير" الحساب الجاري...

نضج و مسئولية

الشركاء في مشروع التوحيد واجهوا التدخل السافر للسلطة بكل مسؤولية و عمقوا نقاشاتهم ومشاوراتهم للبحث عن الحلول الكفيلة بمواجهة هذا التحدي خاصة و أن جماعة الحزب الاشتراكي اليساري -الرافضون للتوحيد- بدأت في مناورات جديدة هدفها إرباك مشروع التوحيد و لم لا إفشاله.

و كان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي في صدارة الأطراف التي سعت إلى الحفاظ على وحدة الأطراف المكونة للمشروع و أخذ موقعا متقدما لإفشال أي محاولة خصوصا من طرف السلطة لضرب التوحيد النقابي, فقاد نقاشات ملؤها النضج لإيجاد أرضية مشتركة و تجاوز هذا المشكل الجديد.

و رغم الاختلافات و الخلافات الواضحة بخاصة في مستوى تثبيت الانتخابات القاعدية التي أجريت بعد الهيئة الإدارية الأولى و تواصل النقاشات على امتداد يومين متتاليين حول هذه النقطة و سعي السلطة و جماعة الحزب الاشتراكي اليساري بطرق مباشرة أو غير مباشرة إرباك الكتاب العامين والأطراف الحاضرة لإفشال محطة جديدة من مسار التوحيد, فإن اتحاد الشباب و أصدقاءه و عديد الكتاب العامين استطاعوا أن يذللوا الخلافات ويقربوا وجهات النظر و تمكنوا من إنجاح جدول أعمال الهيئة الإدارية الاستثنائية و إقرار موعد جديدا للمؤتمر و انتخاب لجنة للنظر في تثبيت الانتخابات القاعدية المتبقاة, و بذلك فوتوا على السلطة و زبانيتها فرصة لضرب مشروع التوحيد مرة أخرى.

دروس جوهرية

الواضح أن السلطة تنظر إلى مسار التوحيد بعيون كبيرة مؤكدة في كل مرة نواياها المتمثلة في تعطيل التوحيد النقابي-وهذا طبيعي- و محاولتها المتكررة لحرمان الطلبة من منظمة موحدة متماسكة تهتم بقضاياهم و مشاكلهم المتراكمة و ترتقي بوعيهم وتعيد الاعتبار إلى الحركة الطلابية حتى تكون في موقع متقدم في الحراك الشعبي...

إن السلطة مع أذنابها , لا تريد التوحيد, بل إنها تسعى دائما إلى خلق و إيجاد صراعات ثانوية لبث الفرقة و التناحر و الهاء مكونات الاتحاد و إبعادهم عن القضية المركزية, لذلك فعلى الأطراف الفاعلة في الحركة الطلابية و الاتحاد العام لطلبة تونس أن يسحبوا البساط من تحت أقدام أعداء التوحيد وإفشال كل المناورات الهادفة إلى حرمان الطلبة من أداتهم و نقابتهم الوحيدة القادرة على الوقوف ضد الاعتداء المادي و المعنوي على الطلاب و أن ينظروا بكل إيجابية إلى الخطوات المسجلة إلى حد الآن في مسار التوحيد و مواصلة تعميق النقاش وتقريب الأفكار حتى موعد المؤتمر، وهذا هو الكفيل بسد الثغرات و درء الفلول والمنافذ التي يمكن أن تشكل مستقبلا قنبلة موقوتة باستطاعتها تفجير صراع داخلي جديد قد يعصف مرة أخرى بالمنظمة الطلابية.

إن عملا جبارا ينتظر المناضلين الصادقين لبناء منظمة طلابية موحدة تضرب الإقصاء وترسخ العمل المؤسساتي و تطور في آليات تدخلها و تنغرس أكثر في عمق مشاغل الطلبة لتعيد القليل من الثقة المفقودة.

و على هذه المنظمة كذلك أن تعيد إلى نفسها مكانتها القديمة وسط الحركة الديمقراطية بل في مقدمتها من أجل قضايا الحرية و الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني