الصفحة الأساسية > البديل الوطني > وقفة نضالية حازمة حول إضراب الجوع
وقفة نضالية حازمة حول إضراب الجوع
8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005

تلبية لنداء اللجنة الوطنية التي دعت إلى اجتماع عام بدار الثقافة ابن خلدون على الساعة السادسة والنصف مساء حاول قرابة 300 مناضلة ومناضل الاقتراب من مكان الاجتماع، علما وأنّ البوليس قد سدّ كلّ المنافذ المؤدية إلى مكان الاجتماع منذ الساعة الخامسة مساء. وقد تمكنت مجموعة أولى تتألّف من 40 إلى 50 مناضل من الوصول إلى دار الثقافة وكان من بينهم رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الأستاذ مختار الطريفي. كما بقيت مجموعة أخرى تضم بين 20 و30 مناضل محاصرة على مستوى تقاطع نهج ابن خلدون وشارع الحبيب بورقيبة. وإلى جانب هاتين المجموعتين تكونت بعض المجموعات الصغيرة في الأماكن المجاورة لدار الثقافة.

وقد عمدت قوات البوليس إلى تعنيف المناضلين المتواجدين ضمن المجموعة الأولى ودفعهم نحو شارع فرحات حشاد ثمّ شارع قرطاج. وقد ردّ على ذلك المناضلون برفع عدّة شعارات من بينها: الجوع ولا الخضوع، واجب فرض الحرية واجب، بالروح بالدم نفديك يا حرية. وفي الأثناء توجهت مجموعة من الأعوان رأسا نحو رئيس الرابطة ليشبعوه سباّ وشتما وينهالوا عليه لكما قبل أن يطرحوه أرضا لتنهال عليه الركلات على كامل أنحاء جسده. ممّا أدى إلى تكسير نظارات رئيس الرابطة، كما خلف له هذا الاعتداء الشنيع أضرارا بأماكن مختلفة من جسمه. حدث ذلك تحت أنظار بعض الصحافيين من مراسلي وكالات الأنباء العالمية. كما تمّ الإعتداء أيضا على كلّ من منسقة الجنة الوطنية لمساندة الإضراب السيدة سناء بن عاشور والسادة محمد جمور ومهدي مبروك ومنجي اللوز ومنير فلاح ومنذر الشارني. وإلى جانب ذلك أوقف ثلاثة مناضلين من الإتحاد العام لطلبة تونس-مؤتمر التصحيح وهم منير فلاح وشوقي عريف وصالح بلهويشات، ثم أطلق سراحهم بعد ذلك. ولاندري إن كانت هناك إيقافات أخرى أم لا.

أما المناضلون الذين تجمعوا عند مفترق شارع بورقيبة ونهج ابن خلدون فقد تعرضوا كذلك إلى السب والشتم كما تم تعنيف البعض منهم.

وعلى إثر ذلك توجه العشرات من المناضلات والمناضلين الذين شاركوا في هذه التجمعات إلى مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حيث انعقد اجتماع حضره بين 200 و250 شخص.

افتتحت الاجتماع منسقة اللجنة الوطنية لمساندة إضراب 18 أكتوبر السيدة سناء بن عاشور، ثم تناول الكلمة رشيد خشانة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي للترحيب بالحاضرين قبل أن يتولّى خميس الشماري رئاسة الاجتماع. وقد تناول الكلمة على التوالي:
-  مصطفى بن جعفر، الأمين العامّ للتكتل من أجل العمل والحريات
-  مختار الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
-  جلول عزونة، رئيس رابطة الكتاب الأحرار
-  سمير طعم الله، عن حزب العمال الشيوعي التونسي
-  أحمد الخصخوصي، عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين
-  فرج الشباح، عن النقابة العامة للتعليم الثانوي
-  بشير الصيد، عن الوحدويون الناصريون
-  بوراوي بعرون، عن حزب العمل الوطني الديمقراطي
-  عبد الرزاق الكيلاني، عن مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة
-  راضية النصراوي، رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب
-  علي فلاح، عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس - مؤتمر التصحيح
-  سامية عبّو، زوجة الأستاذ محمد عبّو القابع في السجن
-  محمد بوثلجة، عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

وقد تمحورت كل التدخلات حول التعبير عن المساندة المطلقة لحركة المضربين وتكثيف النضالات من أجل تحقيق الحد الأدنى السياسي وهو ضمان حرية التنظم وحرية التعبير وإطلاق سراح المساجين السياسيين. وقد ثمّن المتدخلون الوقفة النضالية الحازمة والموحدة التي دعت إليها اللجنة الوطنية لمساندة المضربين بمعية الأحزاب، وكذلك الوقفة الصارمة للمناضلات والمناضلين الذين لبّوا الدعوة. كما أدانوا السلوك البوليسي الوحشي الذي تعامل به النظام مع التحركات السياسية ومع نخب المجتمع المدني.

وفي النهاية دعا المتدخلون إلى تكتيل القوى ورصّ الصفوف حتى تتحول مطالب المضربين إلى مطالب شعبية.
وتخلل الاجتماع رفع شعارات أهمها: الجوع ولا الخضوع، بالروح بالدم نفديك يا حرية.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني