الصفحة الأساسية > البديل الوطني > إحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب
الخميس 8 ماي:
إحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب
10 أيار (مايو) 2008

تجمّع اليوم، الخميس 8 ماي على الساعة منتصف النهار والنصف عدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات السّياسيّة والجمعيّات المدنيّة بمكان السجن المدني بتونس (9 أفريل)، الذي هُدّم السنة الماضية، لإحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب الموافق للذكرى الواحدة والعشرين لاستشهاد المناضل نبيل بركاتي، النقابي وعضو حزب العمّال الشيوعي التونسي تحت التعذيب يوم 8 ماي 1987 بمركز الشرطة بمدينة قعفور (130 كلم عن تونس العاصمة). وكان من بين الحاضرين الأستاذة راضية النصراوي، رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، والسيدة سهام بن سدرين، الناطقة الرسمية باِسم المجلس الوطني للحريّات، والسادة أنور القوصري والحبيب الزيادي، عضوا الهيئة المديرة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان، وعمر المستيري، عضو الهيئة المديرة للمجلس الوطني للحريّات، ورضا بركاتي، رئيس فرع حمّام الأنف-الزهراء للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان، وعلي بن سالم، عن وداديّة قدماء المقاومين، ومحمّد بن سعيد وعبد الجبار المدّاحي، عن فرع الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت، وسمير ديلو، عن الجمعيّة الدوليّة للدفاع عن المساجين السياسييين، ومحمّد مزام، عن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، ونذير بن يدر، الناشط الحقوقي، وغيرهم من المناضلات والمناضلين.

أما عن الأحزاب السياسية فقد حضر السادة: محمد عبّو عن "المؤتمر من اجل الجمهورية" وخالد الكريشي عن "الوحدويون الناصريون" وحمّه الهمّامي عن "حزب العمّال الشيوعي التونسي". ولم يتمكن عدد من ممثلي الأحزاب والجمعيات من الحضور بسبب التزاماتهم المهنية.

وقد تناول الكلمة في هذا التجمع حمّه الهمّامي الذي أكد أن اختيار مكان السجن المدني بتونس لإحياء هذه الذكرى يعود إلى ما فيه من رمزية بالنسبة إلى التونسيات والتونسيين، فقد نُكـّل فيه بأعداد غفيرة من الوطنيين في عهد الاستعمار الفرنسي، كما نُكـّل فيه بالآلاف من سجناء الرأي والسجناء السياسيين من مختلف النزعات الفكرية والسياسية الذين اعتقلوا خلال النصف قرن الأخير، في فترة حكم بورقيبة ثم بن علي. وقد فقد العديد منهم حياته بسبب التعذيب أو سوء المعاملة أو الإهمال دون أن يعاد إليهم الاعتبار أو يحاسب جلادوهم. وذكـّر حمّه الهمّامي بأن نظام الحكم هدّم هذا السجن العام الماضي، دون مبالاة بالأصوات التي ارتفعت مطالبة بالاحتفاظ به، وكأنه يريد بذلك طمس الجرائم التي ارتكبت فيه وفسخها من الذاكرة الوطنية. وأضاف أن الوقوف في هذا المكان اليوم يؤكد أن الديمقراطيات والديمقراطيين في هذه البلاد لن ينسوا المعاناة التي عاشها كلّ الذين مرّوا من هذا المكان وأنها ستبقى راسخة في أذهانهم وأذهان كل التونسيات والتونسيين. وأشار حمّه الهمّامي إلى أن التعذيب لا يزال متواصلا إلى اليوم، وهو يُمارَسُ بشكل مكثف ومنهجي، وأن كل الحاضرين اليوم في هذا المكان جاؤوا ليؤكدوا تصميمهم على مواصلة النضال من أجل اجتثاث هذه الآفة ومحاسبة المسؤولين عنها أمرا وتنفيذا ملاحظا تلازم النضال ضد ممارسة التعذيب مع النضال من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان.

وقد حاصر البوليس السياسي المكان وحاول بشتى الطرق تشتيت المعتصمين الذين بقوا بالمكان حوالي نصف ساعة، ورفعوا عددا من الشعارات منها بالخصوص:

- لا لا للتعذيب
- لا لا للإفلات من العقاب

وبعد ذلك تفرقوا متواعدين على اللقاء من جديد بهذا المكان. علما وأن لقاءا آخر سيتم في الأسابيع القادمة بمقبرة "البراكتة" بقعفور تخليدا لذكرى استشهاد نبيل.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني