الصفحة الأساسية > البديل الوطني > احتدام الجدل بخصوص النقاب وتشويهات تطال اتحاد الطلبة
احتدام الجدل بخصوص النقاب وتشويهات تطال اتحاد الطلبة
8 كانون الأول (ديسمبر) 2011
صوت الشعب - العدد 27

لا شك أن الأحداث الأخيرة التي عرفتها كلية الآداب منوبة فتحت الباب على مصراعيه لعودة الجدل حول المسألة العقائدية والتي تجسدت بالأساس في ارتداء النقاب داخل قاعات الدرس وأثناء إجراء الامتحانات، ولئن بدت إدارة الكلية وبعض السلفيين طرفا النزاع الرئيسين في المسألة إلا أن تطور الأحداث نحو التصعيد أقحم العديد من الأطراف الأخرى لتدلي بدلوها في النزاع القائم وتصطف وراء جهة على حساب الجهة المقابلة، وهو ما زاد الأمور تعقيدا وتأزما وخلق مناخا من التضارب أصر البعض على أن يعطيه طابعا عقائديا رغم أن إدارة الكلية استندت في منع النقاب إلى قرار المجلس العلمي الذي تناول المسألة من زاوية تسهيل التواصل البيداغوجي بين الأطراف الفاعلة في الفضاء الجامعي، وعلى هامش الصراع تحولت كلية الآداب منوبة إلى مسرح للتناحر بين أنصار النقاب الذين قرروا الدخول في اعتصام مفتوح ببهو العمادة وبين مؤيدي قرار إدارة الكلية الداعين إلى ضرورة احترام القوانين الداخلية، وقد وصلت الأمور إلى حدود ممارسة العنف وهو ما انجر عنه تعليق الدروس وإعلان نقابة التعليم العالي عن دخولها في إضراب يوم الخميس الفارط.

إن تمسّك الإدارة بموقفها القاضي بتفعيل قرارات المجلس العلمي قابله إصرار المعتصمين على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى حين تحقيق مطالبهم وهو ما كان يؤذن باحتدام الجدل وتنافر وجهات النظر وتباعدها، إلا أنه تحت يافطة الدفاع عن حرية اللباس وحرية المعتقد انطلقت عديد المواقف من عقالها لتشهر سهامها العقائدية في وجه مخالفيها وتكيل لهم ضروبا من التهم الجاهزة والمستهلكة رغم آنية المشهد، فبعد اتهام عميد الكلية من طرف بعض قيادات حركة النهضة بـ «تسييس» القضية نظرا لانتمائه إلى «حركة التجديد» تناقلت الصفحات الاجتماعية التابعة لأنصار «حركة النهضة» وبعض الحركات الإسلامية خبرا يؤكد دعوة الطلبة اليساريين وفي مقدمتهم مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس إلى ضرورة تدخل قوات الأمن من أجل فك الاعتصام بالقوة، وقد اعتبر الإسلاميون هذه الدعوى بمثابة التحالف المشبوه بين البوليس وطلبة اليسار وتنطوي على العديد من النوايا الدنيئة التي يسعى أصحابها إلى إعادة الأمن الجامعي إلى الكليات، وقد جاءت التصريحات الإعلامية لبعض قياديي حركة النهضة لتؤكد مزاعم أنصارها موجهة أصابع الاتهام إلى المعسكر العلماني الذي يحاول الاستنجاد بالأمن لقمع التحركات المشروعة، وهذا يدخل -على حد تعبيرهم- في إطار افتعاله (التيار العلماني) لجملة من المسائل الهامشية بعد خسارته في الانتخابات.

ياسين النابلي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني