الصفحة الأساسية > بديل الشباب > الإضراب عن الطعام والإضراب العام والمؤتمر الوطني والوجه الجديد للاتحاد العام لطلبة (...)
الإضراب عن الطعام والإضراب العام والمؤتمر الوطني والوجه الجديد للاتحاد العام لطلبة تونس
30 آذار (مارس) 2009

بات يفصلنا عن المؤتمر الوطني الموحّد للاتحاد العام لطلبة تونس أيّام قلائل بعد ماراطون من النشاط الحثيث والنضالات الكبيرة التي خاضها ويخوضها إلى اليوم مناضلات ومناضلو المنظمة الطلابية في كل المستويات، وعلى جميع المواقع من مكاتب فيدرالية ولجنة إعداد المؤتمر ومكتب تنفيذي. وأيضا على مستوى الأطراف النقابية والسياسية الداعمة والمساندة للمؤتمر كخطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح نحو تنسيب أوضاع الاتحاد وإعادته إلى السكة المناضلة والسليمة.

هذه المحطات النضالية التي انطلقت في الحقيقة بشكل فعلي منذ بداية السنة ساهمت بشكل فعّال في نحت شخصيّة جديدة للمنظمة، وروح جديدة للمناضلين في تعاملهم مع الاتحاد، وتغيير رؤى قديمة وسابقة أضرّت بالاتحاد وجعلته يتخلّف عن إصلاح وتغيير نفسه والتجاوب مع التطوّرات والتحوّلات التي شهدتها الجامعة التونسية والمجتمع بوجه عام.

والملفت للاهتمام، أن الأطراف الطلابية التي تنادي بالمؤتمر الموحّد، وإلى حدود الموعد الذي كان مقررا في الصائفة الماضية ثم انتخابات المجالس العلمية السابقة، كانت علاقتها فيما بينها متوترة في بعض الأحيان ولم ترتق إلى مستوى العمل المشترك الصحيح، كما اتسمت كذلك بانعدام الثقة فيما بينها، ولكن بعد الالتقاء الواعي والنضالي خاصة قبيل الإضراب عن الطعام ثمّ خوض الإضراب العام ظهرت جليا إمكانيات كبيرة لدى كل الأطراف المكوّنة للتوحيد النقابي واستعدادات محترمة بتاريخية وأهمية دورها الراهن في تذويب الخلافات والتقارب النضالي ووجوب إنقاذ منظمة طلابية عريقة من براثن المتربّصين بها الذين يريدون لها الموت والنهاية من جهة أو يتمنون أن تكون خلية حزبية تخدم مصالح شخصية وتضرب المصلحة العامة لأكثر من 400 ألف طالب.

فجدية هذا المؤتمر تكمن في تمكنه من إنجاح إضراب عن الطعام مثـّّل محطة مضيئة للنضال وكذلك أعطى الدليل في أن الاتحاد عندما يكون مستقلا بحق فإنه بالتأكيد سيحقق أشياء كثيرة.

إن ما ينحته الاتحاد العام لطلبة تونس اليوم ليس إلا مواصلة لنضالات خاضها شهداء الحركة الطلابية ورفاقهم من أجل الدفاع عن الاستقلالية والتمثيلية والنضالية، فهؤلاء الفرسان الخمسة الذين قدّموا أجسادهم للموت من أجل حقهم في الدراسة وحق منظمتهم في النشاط الطبيعي، وأولئك القابعون في السجون وأولئك المحالون على مجالس التأديب: كل هؤلاء هم السلاح الذي تـُمسكه المنظمة الطلابية لمحاربة كل من يسعى لإنهائها.

هذه المحطات النضالية كانت كذلك خلاصة برنامج مدروس وواضح ولم تكن ارتجالية أو اعتباطية أو مجرّد ردود فعل، بل كانت من أجل اتحاد غير خاضع، واتحاد ينادي بعودة الثقة بين مكوناته وأيضا بينه وبين 400 ألف طالب، وبينه وبين الحركة الديمقراطية، وهذا ما رسمت أسسه هذه المحطات النضالية في اتجاه ترسيخه وتعميقه...

لقد ساهمت الأعمال النضالية المشتركة في جعل مكونات التوحيد تتعامل مع مكونات الاتحاد العام لطلبة تونس كمنظمة نقابية مستقلة حقيقية ومؤسسة لها قوانينها الداخلية. والاتحاد الآن سائر في خطواته الأولى الصحيحة نحو الاستقلالية المنشودة لتتلاشى من جهة صورة عضو الهيئة الإدارية الوطنية الذي يتكلم من الموقع الحزبي ومن جهة أخرى لتتلاشى صورة الاتحاد الخاضع لتعليمات الدكتاتورية.

إن المطلوب اليوم من الشباب الطلابي المستقل أن يحافظ على هذه المكاسب، وأن يعمّق من استقلاليته. وعلى الهياكل المنتخبة أن ترسم لنفسها البرنامج النضالي الذي سيناقشه المؤتمرون خلال المؤتمر الوطني حتى يعود الاتحاد لموقعه المتقدم في الحركة الطلابية والديمقراطية والشعبية.

- جميعا من أجل إنجاح المؤتمر الموحّد
- عاش الاتحاد العام لطلبة تونس، موحّدا مناضلا ومستقلا.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني