الصفحة الأساسية > البديل النقابي > تَوَاصُلُ سياسةِ التذيّل للسلطة والأعراف
مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير:
تَوَاصُلُ سياسةِ التذيّل للسلطة والأعراف
30 آذار (مارس) 2009

انعقد يوم الخميس 19 مارس 2009 المؤتمر التاسع للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير تحت شعار "في وحدتنا ضمان نجاحنا" بحضور كافة أعضاء المكتب التنفيذي باستثناء علي رمضان، وحضور عديد الاتحادات الجهوية والنقابات العامة.

افتتح المؤتمر الأمين العام عبد السلام جراد أمام قرابة 110 نائبا بحضور الصحافة المكتوبة (الشعب، مواطنون...) والتلفزة. وكانت كلمته على درجة عالية من الحماس والمزايدة إذ أطنب في "مساندة الرابطة في محنتها لأنها تظمّ أبناء الاتحاد في صفوفها، كما حثّ النقابيين على التصدي للمناولة وغطرسة الأعراف داعيا إلى النضال والإضراب لمواجهة التسريح والطرد في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، مؤكدا أن القيادة ستقف مع العمّال وتتبنى نضالهم. وركّز على المجهود المبذول من طرف الاتحاد في إعداد الدراسات لتقديم الحلول والمقترحات حول الملفات الكبرى التي تهم البلاد مثل قضية التنمية بالمناطق الداخلية كالحوض المنجمي أو حول الأزمة الاقتصادية وسبل مواجهتها، مشيدا بالمكاسب التي أحرزها الاتحاد من زيادات في الأجور إلى مساندة الشعب الفلسطيني...".

أمّا فيما يتعلق بأشغال المؤتمر الذي ترأسه عضو المكتب التنفيذي المولدي الجندوبي فقد أجمع الحاضرون على تدنّي مستوى النقاشات وبرودة الأجواء المخيّمة عليه إلى حدّ اعتبره البعض مِؤتمرا جنائزيا مقارنة بالمؤتمر الفارط الذي احتدّ فيه آنذاك الصراع بين قائمتين. وقد ضمّت القائمة المعارضة مختلف النزعات النقابية المستقلة عن السلطة والبيروقراطية مع حضور مكثف لعمّال وعاملات النسيج المطرودين الذين ردّدوا الشعارات المناهضة للأعراف والبيروقراطية. ونظرا لاستفحال التجاوزات والخروقات انسحبت تلك القائمة ليزكّى سعيد يوسف كاتبا عاما لمدّة يكمل بها ربع قرن من الهيمنة والتذيل للأعراف والسلطة.

كما لم تتجاوز التدخلات الـ15 تدخلا اقتصرت الجريئة منها على نيابات قطاعات التعليم وهو أمر طبيعي لمن يعرف واقع الجهة وطبيعة النيابات الموالية لسعيد يوسف والتي فرضت بتدخّل التجمّع الدستوري والأعراف والإدارات الجهوية وحتى البوليس السياسي.

في مقابل القائمة الرسمية التي ضمت عنصرين جديدين (عملة التعليم العالي وقطاع الصحة) وُجدت مجموعة ثانية من ضمنها عضو الاتحاد الجهوي المتخلي مختار اللطيف الذي لم يقدر على المحافظة على صداقته بسعيد يوسف فكانت ردّة فعله الترشح مع عنصرين من قطاعه (النسيج) إلى جانب الوجه النقابي المستقل الذي ترشح ضد الكاتب العام وهو عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي وكاتب عام الاتحاد المحلي بالمكنين وعضو فرع الرابطة المنستير منجي صالح، إلى جانب هذا الرباعي ترشح عنصران بصفة فردية وانسحب عنصران آخران في آخر لحظة.

لم يكن الرهان الانتخابي مطروحا بحدّة سوى للسيّد منجي صالح الذي حاز على ثقة 46 نائبا لم تمكنه من النجاح.

وبالفعل وقعت تزكية قائمة سعيد يوسف بأكملها وهي قائمة تظم عناصر غير فاعلة وغير مؤثرة في قطاعاتها، تتميّز بالولاء الأعمى للكاتب العام وتأتمر بأوامره وأوامر السلطة.

وفي ما يلي أهم الاستنتاجات:
- كانت أغلب الترشحات خارج القائمة الرسمية ردود فعل على عدم التواجد ضمن فريق سعيد يوسف.
- أغلب العناصر المترشحة عملت في وفاق مع الكاتب العام ولم تبرز بمواقف معارضة للتدليس ولضرب رموز الفساد في المكتب السابق.
- لم يقع التنسيق قبل المؤتمر بين مختلف مكونات الساحة النقابية المعادية لتسلّط الكاتب العام والمتمسّكة بالاستقلالية والديمقراطية.
- يلاحظ ضعف كبير لمختلف مكونات اليسار على مستوى النيابات والترشحات وهو ما يلقي على عاتق النقابيين الديمقراطيين العمل منذ اللحظة الراهنة على تجاوز عزلتهم وفئويتهم والتوجه للعمل صلب المنخرطين من أجل افتكاك مواقع في النقابات القاعدية.
- الاستعداد الجيّد لردّ الهجوم المعاكس الذي سيقوم به سعيد يوسف لتصفية خصومه وكل من تجرّأ على مقاومته، ومن يحاول إرساء عمل نقابي جماهيري ومناضل ومستقل.

تمّ إسدال الستار على مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل المنستير بتجديد البيعة للكاتب العام المتربع على العرش لمدة ربع قرن مكرسا الرئاسة مدى الحياة في جهة تحتاج إلى نفس من التعددية والاستقلالية.

نقابي ديمقراطي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني