الصفحة الأساسية > البديل العالمي > الحلف المعادي للامبريالية الأمريكية يتدعم
بمناسبة الانتخابات الإكوادورية:
الحلف المعادي للامبريالية الأمريكية يتدعم
10 آذار (مارس) 2007

"كأنها معجزة قلبت الحكومات العميلة ونمطها الاقتصادي النيوليبرالي، وبدأ ظهور أمريكا اللاتينية حرة ومستقلة واشتراكية في القرن 21".

"ما نشهده اليوم ليست فترة تغييرات وإنما تغيير عهد بأكمله".

بهذه الكلمات افتتح "رفآل كوريا" خطابه يوم 15 جانفي 2007 بمناسبة حفل تسليم "عصا القائد" التي يهديها 20 ألف "هندي" إلى رئيس منتخب بصفة ديمقراطية لأول مرة في ظل حضور الحكومات الصديقة المعادية للامبريالية الأمريكية (شافيز، موراليس...).

إنه أول رئيس يساري بعد عودة الديمقراطية سنة 1979 إلى الإكوادور. بدأ حكمه بإعلان اتفاقية اندماج بين فنزويلا وبلاده على غرار ما تم بين فنزويلا وبوليفيا. أعلن "كوريا" في خطابه أمام 12 مليون إكوادوري معارضته للهيمنة الأمريكية، وعزمه على تطبيق برنامج سياسي واقتصادي في خدمة الشعب يعمل على: أولا: إيقاف العمل باتفاقية 1999 التي تنتهي سنة 2009 وهي التي سمحت للامبريالية الأمريكية بإقامة قاعدة عسكرية بالإكوادور لمقاومة القوى الثورية المسلحة الكولومبية. ثانيا: معارضة اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا. ثالثا: المطالبة بإعادة جدولة الديون الخارجية المقدرة بـ11 مليار دولار. أما على الصعيد الداخلي فقد عبر "كوريا" عن أنه سيدعو إلى استفتاء شعبي لمساندته من أجل عقد مجلس تأسيسي رغم المعارضة القوية التي سيلقاها من الأحزاب اليمينية المهيمنة على البرلمان الحالي، وهو الحل الوحيد حسب رأيه لتجنب عدم الاستقرار السياسي بالبلاد، علما وأنه أثناء العشرية الأخيرة لم يثبت أي من الرؤساء الثلاثة المنتخبين والذين وقعت إزاحتهم بالانتفاضات الشعبية.

إن الوضع الاقتصادي السيئ الذي ورثه الرئيس الجديد السيد "كوريا" يتطلب منه جهودا جبارة لتجاوزه. إذ أن 72% من الشعب يعيش بأقل من دولارين في اليوم وتمثل الهجرة مشكلة رئيسية إذ يغادر أكثر من مائة إكوادوري يوميا البلاد إلى الخارج هروبا من الفقر والجوع ومن الكابوس الليبرالي. كما تفتقد البلاد إلى عملتها الخاصة "الكر" بعد "دولرتها" سنة 2000. وقد بدأ الرئيس الشاب بخفض أجرته وأجرة كل الإطارات العليا بالإكوادور إلى أقل من النصف دعما للسياسة الاقتصادية الجديدة وفي صالح الفئات الشعبية المسحوقة، وعزمه على دعم الشركة الوطنية البترولية والتحاقه بالأوبيب.

إن الشعوب المضطهدة والواقعة تحت النير الاستعماري ومنها الشعوب العربية تنتصر إلى هذه الحكومة الوطنية ومثيلاتها في القارة الأمريكية الجنوبية. فالمصالح المشتركة للشعوب والأمم في حاجة إلى جبهة عالمية لدحر الاستعمار حيث أثبت التاريخ أن عهد الشركات العالمية النهابة لم يحقق سوى الدمار والحروب والفقر والأمراض والبطالة، وأن عالما آخر أكثر عدالة وديمقراطية ممكن.

إنها بداية النهاية للهيمنة الامبريالية. وعلى الشعوب العربية الوعي بذاتها وعلى أحزابها التقدمية والثورية وكل فصائل المجتمع المدني التوحد حول برنامج وطني معاد للاستعمار والصهيونية والعملاء من الحكام العرب، مستلهمين في ذلك الدروس من الشعوب الصديقة في أمريكا اللاتينية ومن تجربة اليسار في تلك البلدان الاستخلاصات والعبر الضرورية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني