الصفحة الأساسية > البديل العربي > الغزاة يعترفون بقوّة المقاومة العراقية
الغزاة يعترفون بقوّة المقاومة العراقية
13 أيلول (سبتمبر) 2004

لم تتمكن عصابة بوش من مواصلة التستر على خسائرها البشرية والمادية في العراق. فقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الأربعاء 7 سبتمبر الجاري بتجاوز عدد القتلى من جنودها في العراق الألف قتيل وأكثر من سبعة آلاف جريح، من بينهم 148 قتلوا منذ تنصيب الحكومة العميلة في بغداد بقيادة المرتزق إياد علاوي في 28 جوان الماضي. وفي شهر أوت فقط تمكنت المقاومة العراقية من اصطياد 65 جندي أمريكي وجرح أكثر من ألف آخرين. ولم يعد خافيا على أحد أن بوش وطغمته تعمدوا إخفاء خسائرهم في العراق لغايات انتخابية.

واعترفت إدارة بوش المجرمة أيضا بأن عدد هجمات المقاومة التي تتعرض لها قوات الاحتلال الأمريكي قد ارتفعت من 500 في شهر أفريل الماضي إلى 2500 هجوم في شهر أوت. ولأول مرة، اعترف البنتاغون يوم الثلاثاء 6 من الشهر الجاري بفقدانه السيطرة على عدد من المدن العراقية الرئيسية مثل الرمادي وسامراء والفلوجة وبعقوبة التي أصبحت تحت السيطرة التامة للمقاومة.

وفي نفس السياق كشف جون كيري منافس بوش في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة أن 90% من "مصاريف" الحرب على العراق متأتية من الخزانة الأمريكية، أي من جيب المواطن الأمريكي وعلى حساب مصاريفه اليومية.

ورغم هذه الاعترافات فإن رامسفيلد لا يخجل من الادعاء بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث الحادي عشر من سبتمر بأن الحرب على العراق "كانت ضرورية وتمت في إطار الحرب على الإرهاب" و"مكنت من الحفاظ على أمن الولايات المتحدة خاصة والعالم عامة...". وهو ما يؤكد أن إدارة المجرم بوش عازمة على الاستمرار في احتلالها للعراق مهما كان الثمن! وهذا ما يدفعها للقيام بعمليات يائسة للحد من اتساع رقعة المقاومة مثل القصف العشوائي للأحياء والمدن العراقية وقتل المئات من النساء والأطفال والشيوخ... مع مواصلة دعم حكومة علاوي العميلة وفرضها على أرض الواقع والضغط على الأنظمة العربية العميلة للاعتراف بها ودعمها ومساندتها. مع التلويح بإجراء "انتخابات" في العراق في مطلع العام القادم (جانفي 2005).

إن الاعترافات التي قدمها البنتاغون مؤخرا حول فداحة الخسائر الأمريكية، المادية والبشرية، واتساع رقعة المقاومة وشدتها جاءت لتؤكد مرة أخرى أن شعب الرافدين لم يكن سهلا مثلما توقعت عصابة بوش وأن احتلال العراق لن يطول. فالامبريالية الأمريكية اليوم في مأزق حقيقي لم يعد بالإمكان إخفاؤه. فإن بقيت في العراق عليها تحمل المزيد من الخسائر المتواصلة، وإن انسحبت عليها تحمل عواقب الجريمة البشعة التي أقدمت عليها باحتلالها للعراق. وتحاول إدارة بوش الخروج بأخف الأضرار من خلال محاولتها اليائسة تركيز حكومة عميلة قادرة على كبح جماح المقاومة. لكن الوقائع الميدانية تؤكد بأن هذه الحكومة هي من ورق ولا قدرة لها على فعل أي شيء بدون المساعدة العسكرية الأمريكية.

إن مسألة طرد الغزاة من العراق هي مسألة وقت. هذه الحقيقة لا يرددها المناهضون للاحتلال فحسب بل وكذلك حتى بعض الرموز من داخل عصابة الاحتلال.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني