الصفحة الأساسية > بديل الشباب > ماذا في دور الشباب و الثقافة في تونس؟
ماذا في دور الشباب و الثقافة في تونس؟
شباط (فبراير) 2008

أمام حالة الانغلاق التي يعيشها جمهور غفير من شبابنا تُمثـّلُ دُورُ الشباب متنفسا صغيرا للتكوين والتدريب والترفيه وفضاء يتلاقى فيه الشباب للتعارف وتبادل الأفكار وللترويح عن النفس... لكن الواقع الذي يعيش فيه هذا النوع من الفضاءات الثقافية في بلادنا يبيّن العكس.

ففي عديد لمناطق الداخلية من البلاد والتي من المفروض أن توجد فيها دور للشباب والثقافة تتمتع بالتمويل اللازم ووسائل العمل العصرية والإطار التنشيطي الكفء والمختص، نجدها دُورٌ بلا شباب وفي أحسن الأحوال يقتصر النشاط فيها على أيام الأحد فقط إضافة إلى أن هذا النشاط محدود ولا يكاد يظهر إلا في بعض الأنشطة الرياضية التي تنفـّذ دون أدنى تأطير أو تخطيط...

الشباب في مناطقنا الداخلية، هجر هذه الدور وفقد الثقة فيها حتى أنه يتندّر بإداراتها المتهمة بالاختلاس واستغلال المكاتب والأجهزة للمصالح الخاصة...

هذه الحالة بات يعرفها الجميع وأصبحت سائدة وقاعدة أمام صمت (إن لم نقل تورط) مصالح وزارتي الشباب والثقافة على عديد مظاهر الخور التي تتعرض لها دور شبابنا خصوصا المتمثلة في استغلال النفوذ والتجهيزات العمومية للمصلح الخاصة والضيقة.

الأكيد أن عدة أسباب مختلفة تضافرت لتجعل الشباب يهجر دُوره ويُحرم من فضاء يمتلكه، له الحق في استغلاله وتفجير طاقاته وإبداعاته. فسُلط الإشراف لا تملك خطة واضحة وبرنامجا علميا لإدارة هذه الدُّور وتمتيعها بالتمويلات والتجهيزات اللازمة للنشاط وتوفير الإطارات المختصة والتجهيزات العصرية. والتمويل يكاد يكون مفقودا أو مقتصرا على خلاص فواتير الهاتف والكهرباء والماء التي تأتي أحيانا ضخمة بسبب سوء التصرّف.

المنشطون الذين يعملون بهذه الدور نجد أغلبهم لا يملكون الكفاءة ولا الشهادة العلمية بل إن الكثير منهم يعمل على الحظيرة وتكاد تقتصر مهامهم على فتح وغلق الدار في الوقت الذي نجد فيه أعدادا كبيرة من المختصين معطلين ومحرومين من الشغل. حتى في إمكانية وجود إطارات مختصة، فهم لا يملكون التمويلات اللازمة للانطلاق الفعلي في برامجهم "الطموحة"، أما عن التجهيزات فلن نتكلم عنها...

ولن نذيع سرا، إذا قلنا أن الوضعية المزرية لهذه الفضاءات تريح النظام السياسي في تونس بل إنه يسعى إلى إيجادها دوما، فالفراغ الثقافي وتبلد الأذهان وهجران منابر الحوار والنقاش الجاد لن ينتج إلا شابا يلهث وراء قوارب الموت و"الدبوزة" و"الكارطة" وينمّي فيه قيم "تدبير الراس" والفردانية واللامبالاة وعدم الاهتمام بالشأن العام والقضايا الحقيقية للشباب، بل إن السلطة تذهب أكثر من ذلك، فهي تقوم بتوظيف هذه الفضاءات سياسيا فتقوم تارة باستغلالها لاجتماعات الحزب الحاكم وشبابه وطلبته وطورا تحولها إلى أماكن للاحتفال بذكرى الانقلاب أو مثلها من المناسبات. وفي المقابل تحرم جماهيرا عريضة من الطلبة والتلاميذ من الاستفادة بدور الشباب كفضاءات عامة وممارسة حقهم في أنشطة ثقافية هادفة وتقدمية دون أي مبررات بل إنك لا تسمع غير كلمة :"إنها تعليمات..".

ونحن من هذا المنبر ندعو كل الشباب لافتكاك حقه في هذه الفضاءات وتعبئة الفراغ فيها والتشهير في كل مناسبة بممارسات السلطة التي تضرب الحق في الثقافة لنسفّه مقولاتها الكاذبة التي تدعي مساندة الشاب ودعمه. إنه بمقدورنا كشباب أن نفتك أطرا تقدمية تقدم مادة توعوية تثقيفية تقطع مع السائد البالي الذي تدعمه السلطة وتقطع الطريق أمام الأفكار المتشائمة والأفكار الرجعية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني