الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > "الفـَلاَّڤة" في رابطة الكُتّاب الأحرار
"الفـَلاَّڤة" في رابطة الكُتّاب الأحرار
أيار (مايو) 2007

نظمت رابطة الكتّاب الأحرار أمسية بفضاء "ألتيير" بالمنزه السادس يوم السبت 19 ماي 2007، تم الاحتفاء خلالها بتجربتي الروائي عبد الجبار المدوري والشاعر سمير طعم الله وذلك لما لتجربتهما من خصوصية.

أولا على المستوى الفني والأدبي حيث اشتغلا في نصوصهما سواء الرواية أو الشعر على ملامسة القضايا الحارقة والمسكوت عنها في عالم الإبداع الأدبي التونسي، مثل، السجون والتعذيب وآلة القمع وثقافة المقاومة، هذه الثقافة التي تم اقتفاء أثرها في ثنايا الأقاصي والأرياف البعيدة، وفي غياهب السجون ومخافر البوليس في قصص عبد الجبار ورواياته (المجموعة القصصية "العودة"، وروايات "مناضل رغم أنفه" و"تحت الرماد" و"أحلام هاربة"..)، كما نلامس في شعر سمير طعم الله سلاسة اللغة وتماسك الصورة الشعرية وصرخة المناضل في وجه الرداءة والقمع، وهو يراوح في الشعر بين الفصيح والعامية.

ثانيا، في مستوى النشر وهي تجربة لا تقل أهمية على الكتابة –كلاهما مكابدة- فقد اختار طريقة تنسجم مع روح الثقافة التقدمية المقاومة التي يدافعون عنها في الكتابة.. وقد اصطلح على تسميتها في ما بينهم بـ"الفلاقة"، وهو مصطلح تونسي باللهجة العامية يحمل مدلوله كل محامل معنى المقاومة. وتاريخيا أطلق هذا المصطلح على المقاومة الوطنية زمن الاستعمار.

عمل المدوري وطعم الله على طبع وتوزيع إبداعاتهما دون أن يلجآ إلى مقصلة الإيداع القانوني غير القانونية التي أعدمت عشرات الكتب كانت حجزت ومنعت من الصدور، وفي صلب الاحتفال بهذه الطريقة لكسر حواجز الرقابة والمنع كانت الأمسية التي نظمتها رابطة الكتّاب الأحرار التي تعاني هي بدورها من آفة المنع والرقابة.

كعادته كان البوليس السياسي يراقب المداخل المؤدية إلى فضاء ألتيير يسجّل الأسماء ويترصّد الوجوه ويدوّن أرقام السيارات الوافدة... ورغم ذلك كان الحضور جيدا ونوعيا حيث حضر الشاعــر الطاهر الهمامي، والروائي محمد الجابلي والروائية رشيد الشارني والشاعر والناقد فتحي النصري والقاص حبيب الحمدوني والشاعر جلال الحبيب والروائية فضيلة الشابي والسينمائي والقاص سالم بن يحيى والروائي الأزهر الصحراوي الذي حازت روايته "وجهان لجثة واحدة" على الجائزة الأولى في ملتقى إبداعي في الخليج العربي شارك فيه أكثر من أربع مائة روائي. وقد طبعت هذه الرواية في دار نشر بسوريا لكنها منعت من الدخول إلى تونس حتى بمناسبة معرض تونس للكتاب، وهي لم تتحصل على الإيداع القانوني إلى حد الآن منذ سنة 2004.

افتتحت الجلسة بكلمة الأستاذ جلول عزونة رئيس رابطة الكتـّاب الأحرار الذي نزّل الأمسية في إطارها، تولى بعده الروائي جابلي تقديم الضيوف وإبداعاتهم، ثم تم تقديم شهادات حول تجربة الشاعر طعم الله والروائي عبد الجبار المدوري والصحافية أم زياد والروائية فضيلة الشابي وشهادة حول تجربة نشرية "النورس" لمجموعة المروج قدمها السيد سالم بن يحيى وختمت الفقرة الأولى بشهادة الروائي الأزهر الصحراوي، ثم فتح باب النقاش حول أفق الكتابة البديلة والثقافة الجادة في زمن ثقافة الاستهلاك وتعدد أساليب الحصار وسبل خرق هذا التضييق وفك قيد المنع والمصادرة..

وختمت الأمسية بقراءات شعرية من تجربة الشاعر سمير طعم الله ومقتطف من أقصوصة لسالم بن يحي وقصة قصيرة لعبد الجبار المدوري.

ومن المبادرات الجيدة التي أفرزتها هذه الأمسية ما تقدم به الروائي الأزهر الصحراوي من مقترحات أهمها بعث مجموعة "الفلاقة" للإبداع والنشر وتنظيم هذه الظاهرة حتى يقع تعميمها.. كما تم على هامش هذه التظاهرة التفكير مع الشاعر والناقد فتحي النصري والروائي محمد الجابلي في بعث نواة عمل مشترك بين مجمل الجمعيات العاملة في الميدان الثقافي.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني