الصفحة الأساسية > البديل العربي > المأزق الصهيوني
المأزق الصهيوني
13 آب (أغسطس) 2006

الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان هي سادس حرب بين إسرائيل والعرب. في الحروب الخمس السابقة كانت الغلبة فيها لصالح الصهاينة باستثناء حرب أكتوبر 1973. وتمكن جيشهم حتى عندما كان في شكل عصابات (الهاغانا) من حسم أمر المواجهة بسرعة وبصورة خاطفة مثل ما حصل في حرب الأيام الستة في جوان 1967.

ما من شك أن التفوق التقني العسكري (السلاح الجوي، السلاح الإلكتروني...) كان دوما وراء انتصارات العدو، لكن لا بد أيضا أن نعترف أن الجيوش النظامية العربية الكلاسيكية والمتخلفة من حيث الإمكانيات والكفاءة العسكرية وكذلك خيانات القيادات العسكرية والسياسية (1948، 1967، و1973 أنور السادات...) هي التي منحت الكيان الصهيوني الفرصة تلو الفرصة لتنتصر وتصنع صورة الجيش الذي لا يقهر.

لبنان وحده هو الذي ألحق بهذه الصورة أولى هزائمها. فبعد إجبار الصهاينة سنة 2000 أيام حكومة إيهود باراك على الانسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان (رغم أنهم احتفظوا إلى اليوم بمزارع شبعا) هاهم مقاتلو المقاومة في الجنوب اليوم يلحقون بالجيش الصهيوني أشنع الهزائم.

لقد دفعت حكومة اولمرت بـ7 آلاف جندي في مرحلة أولى ثم تجاوز هذا العدد الـ10 آلاف من خيرة ألوية الجيش البري ومن الكومندوس. وكان في الحسبان أنهم سينهون المواجهة وكالعادة في أيام إن لم نقل في ساعات. لكن حقيقة الأرض والميدان كانت على خلاف ما تصوره النازيون الجدد. فلأول مرة يتكبد جيش الاحتلال ما تكبده في هذه الحرب من خسائر في العتاد (مدرعات ودبابات وجرّافات...) وفي الجند. ولأوّل مرة يتم دحر العدو من القرى والمواقع التي تمركز فيها. ولأوّل مرة يعجز الصهاينة عن تحقيق أي مكسب عسكري على الميدان بعد انقضاء شهر كامل من المواجهة رغم كل ما قاموا به من هدم وتدمير وتقتيل فاق كل التوقعات. ولأوّل مرة يصبح العمق "الإسرائيلي" هدفا للصواريخ مما أجبر سكان المدن وخاصة الحدودية منها على المغادرة والنزوح.

معطيات جديدة أفرزتها المواجهة الجارية الآن في جنوب لبنان أسقطت المقولات والأفكار التي ترسّخت في عالم اليوم على أنها "حقائق أبدية"، مقولات وأفكار سكنت في نفوس العرب وأسست لديهم روح الإحباط والاقتناع بالعجز والدونية أمام الكيان الصهيوني والذين يدعمونه.

لقد فجرت المقاومة اللبنانية أسس ما رسخته هزائم حوالي 60 سنة وما اعتقد أعداء الشعوب العربية من امبرياليين وصهاينة ورجعيين عرب أنهم سيؤسسون عليه سيطرتهم.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني