الصفحة الأساسية > البديل العربي > المقاومة ستجبر الصهاينة على وقف العدوان
المقاومة ستجبر الصهاينة على وقف العدوان
13 آب (أغسطس) 2006

عديد المؤشرات تؤكد أن الكيان الصهيوني قد يضطر تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة إلى وقف عدوانه والتراجع إلى مواقعه الخلفية. فقد صرّحت وزيرة خارجية الصهاينة أن الأعمال العسكرية قد تنتهي غدا (الاثنين 14 أوت). وهذا التصريح يتعارض مع التحركات العسكرية على الأرض. فقد دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من جنودها وعتادها إلى الجنوب في محاولة لتحقيق نصر رمزي يعيد للجيش هيبته. وقد تزامنت هذه العملية العسكرية الواسعة مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يدعو أساسا إلى وقف العمليات الحربية وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء "الخط الأزرق" وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب. وقد وافقت الحكومة اللبنانية على هذا القرار رغم تحفظها على بعض بنوده. وجاءت هذه الموافقة بالإجماع بعد أن صرّح حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصر الله بأنه سيوافق على القرار في صورة ما إذا وافقت عليه الحكومة اللبنانية. ومن المنتظر أن توافق حكومة الكيان الصهيوني على القرار عشية اليوم (13 أوت) خاصة وأن الولايات المتحدة صوتت لصالح القرار.

وبعد موافقة الطرفين على هذا القرار فمن المنتظر إيقاف الحرب. وفي الحقيقة فإن هذا القرار يعتبر مخرجا للكيان الصهيوني من المستنقع الذي أوقعته فيه المقاومة. فعدد جنوده الذين قتلوا منذ بدء العدوان تجاوز المائة منهم 19 قتلوا عشية صدور القرار الأممي إلى جانب إغراق زورق على متنه 12 جندي وإسقاط مروحية وقتل من فيها. كما أن الجيش الصهيوني لم يحقق أي هدف منذ شنه العدوان الشامل على أرض لبنان. وهو الآن يتخبط ويحاول بكل الطرق إعادة الثقة إلى صفوفه المنهارة وإيهام الرِأي العام الداخلي بأنه يحقق تقدما على الجبهة، وترميم الجبهة الداخلية التي بدأت تتصدع بعد الهزائم التي مني بها.

وفي المقابل فإن الجبهة اللبنانية متماسكة أكثر من أي وقت مضى. فكل القرارات يتم اتخاذها بالإجماع وبدون أي تدخلات خارجية من شأنها التأثير في القرار اللبناني الداخلي. والتلاحم بين المقاومة المسلحة وبين التحركات الديبلوماسية والسياسية يزداد قوة من يوم إلى آخر. والشعب اللبناني بكل أطيافه وطوائفه ملتف حول قيادته رغم كل ما لحقه من دمار وقتل وتشريد...

صحيح أن آلة التدمير الصهيونية قد دمرت البنية التحتية اللبنانية وقتلت المئات وشردت مئات الآلاف إلا أنها بالمقابل ساهمت من حيث لا تدري في توحيد الشعب اللبناني وزادت من التفافه حول قيادته السياسية والعسكرية التي أثبتت حنكة كبيرة في خوض المعركة العسكرية وكذلك في إدارة المعركة السياسية التي لا تقل أهمية وضراوة عن الأولى.

إن الفضل في ذلك يعود أولا وأساسا إلى الانتصارات الميدانية التي حققتها المقاومة على الجبهة وإلى صمود الشعب اللبناني والتفافه حول قيادته وعدم انسياقه وراء المحاولات الرامية إلى شق صفوفه بالعزف على الوتر الطائفي حينا وبالقتل الجماعي والتدمير وممارسة أشنع أشكال إرهاب الدولة أحيانا أخرى. فلو لم تصمد المقاومة والشعب لجاءت القرارات الأممية كعادتها لصالح المعتدي والغاصب على طول الخط. والكيان الصهيوني معروف بانتهاكه للقرارات الدولية وعدم التزامه بها رغم أن أغلبها تخدم مصالحه نتيجة الفيتو الأمريكي المرفوع في وجه كل من تحدثه نفسه بالتعرّض لهذا الكيان. لكن المقاومة اللبنانية استطاعت هذه المرة إجبار صقور العالم على تعديل مشاريع القرارات الأممية لتتضمن بعض المطالب اللبنانية.

إن الصهاينة لن يوقفوا العدوان بموجب قرار أممي أو تحت الدعوات الشعبية المتزايدة، لكنهم سيضطرون لذلك تحت الضربات الموجعة للمقاومة. والامبريالية الأمريكية لن تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار إلا بعد أن تسمع صرخات الصهاينة يطالبون بذلك. فهؤلاء لا يعترفون لا بشرعية دولية ولا بقرارات أممية ولا يفهمون سوى لغة واحدة هي لغة المقاومة وإلحاق الهزائم بهم وتكبيدهم الخسائر الجسيمة وإفشال كل مخططاتهم الاستعمارية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني