إن تاريخ الحركة النقابية ملئ بالمحطات النضالية المضيئة على غرار تجربة محمد علي الحامي و فرحات حشاد وكل الشهداء الذين عبدوا بدمائهم طريق الحرية و أسسوا لحركة نقابية مناضلة مستقلة و ديمقراطية.

وإيمانا منا بالمبادئ التي ضحى من أجلها الرواد، ودفاعا عن الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة جماهيرية مناضلة، وأمام تراجع دوره النضالي في الدفاع عن مصالح العمال والفئات الضعيفة، وأمام تشكل قياداته في شريحة بيروقراطية وانخراطها في مشاريع السلطة، ومع وجود قطيعة مستشرية بين الإطارات القديمة والإطارات الشابة والنسوية نتيجة للتكلّس البيروقراطي والمركزية المشطة، وتباطؤ عملية التداول على المسؤولية، وانتشار عقلية الوصاية، وأمام استشراء ظاهرة الولاءات الجهوية والانتهازية وبؤر التكتل المنفعي، ممّا أدّى إلى تراجعات كبرى في محطات نضالية مفصلية ومنها التفويت في القطاع العام وملف التأمين على المرض والتقاعد والمناولة وارتفاع نسق الجباية ممّا أدى إلى إضعاف القدرة الشرائية لعموم الأجراء إضافة إلى تسقيف المفاوضات الاجتماعية، ناهيك عن عدم احتضانها منذ البداية للتحركات الشعبية كأحداث الحوض المنجمي والقصرين والصخيرة وبنقردان وأحداث سيدي بوزيد المطالبة بالعدالة الاجتماعية والتوازن بين الجهات وتخلى المنظمة عن دورها التاريخي في مساندة قضايا الأمة .

وقطعا مع كل هذه الممارسات وتصحيحا لمفاهيم العمل النقابي المناضل وتماشيا مع الأرضية النقابية للقاء النقابي الديمقراطي المناضل وما جاء فيها من مبادئ وتفاعلا معها نعلن نحن مجموعة من النقابيين بجهة قفصة عن تأسيس اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بالجهة.

نعلن استعدادنا للنضال من أجل :
 الدفاع عن استقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة مناضلة وديمقراطية.
 استرجاع الاعتبار للمنظمة كشريك فاعل يجب تشريكه في كل الخيارات الكبرى التي تهم البلاد.
 مقاومة ثقافة الفئوية الضيقة والتمعّش.
 تطوير هيكلة الاتحاد نحو المزيد من اللامركزية والديمقراطية وعدم المساس بالفصل العاشر.
 المطالبة بإطلاق سراح دور الموقوفين في أحداث سيدي بوزيد وما تبقى من مساجين انتفاضة الحوض المنجمي و إرجاع كل المطرودين إلى سالف عملهم.
 من أجل مفاوضات اجتماعية تغطي على الأقل التدهور الحاد للأجور و ربطها بالأسعار.
 العمل على تفعيل الاتحاد في مناصرة القضايا الوطنية والقومية والتصدي لكل مظاهر التطبيع ونشر ثقافة المقاومة.

كما نعلن استعدادنا للتشاور وتنسيق المواقف على قاعدة التصدي والنضال مع كل مكوّنات المعارضة النقابية.

اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بجهة قفصة
قفصة في 22 ديسمبر 2010