الصفحة الأساسية > البديل النقابي > بيان حول تعليق إضراب الجوع
بيان حول تعليق إضراب الجوع
10 كانون الثاني (يناير) 2008

بعد تسعة وثلاثين يوما من إضراب الجوع الذي شنــّه الأساتذة محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي الجلولي بإشراف تام من النقابة العامة للتعليم الثانوي وتنسيق مع هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل تمّ اليوم 28 ديسمبر 2007 تعليق الإضراب عن الطعام.

ويأتي قرار التعليق هذا بعد أن تفاقم تدهور صحة الزملاء الثلاثة إثر تضحيات انطلقت منذ يوم 20 نوفمبر 2007 سجلت خلالها اللجنة الطبية تعكّر حالة المضربين عن الطّعام الصحّية، 39 يوما أظهروا فيها إرادة حديدية وعزيمة جبّارة وتصميما لا يلين حتى تحقيق مطلبهم وهو العودة إلى سالف عملهم الذي أطردوا منه تعسّفا.

لقد خاض قطاع التعليم الثانوي طيلة تسعة وثلاثين يوما نضالات متنوّعة ضد تعنت وزارة التربية والتكوين وضد استهتارها ولا مبالاتها. واستخدم أشكال النضال المختلفة للدفاع عن حق الأساتذة المطرودين تعسفا في العودة إلى العمل وعن الأساتذة المنقولين تعسّفا في العودة إلى مراكز عملهم الأصلية. وأظهر المدرّسون في جميع الجهات وحدة صمّاء ضد التعسّف والظلم واستعدادا دائما للنضال من أجل الكرامة وحق الشغل والحق النقابي.

ولقد وجد المضربون عن الطّعام رعاية كبيرة من اللجنة الطبية التي تعاملت مع إضراب الجوع بكفاءة عالية وروح نضالية راقية. ولقي إضراب الجوع ونضالات قطاع التعليم الثانوي أيضا مساندة هامة من عديد القطاعات والهياكل داخل الاتحاد العام التونسي للشغل تجاوزت حدود المساندات الكتابية إلى المشاركة الفاعلة في العديد من الأنشطة والتحركات التي دعت إليها النقابة العامة، كما لقي مساندة من عديد المنظمات والجمعيات والأحزاب وعرف انتشارا إعلاميا كبيرا ساهم في التعريف بإضراب الجوع وبدوافعه وأهدافه وواكب مجرياته. وعملت جمعيات تونسية بالهجرة بمشاركة بعض الأحزاب والنقابات في العالم على المساهمة في إسناد إضراب الجوع ونضالات قطاع التعليم الثانوي.

إنّ النقابة العامة للتعليم الثانوي وهي تعلن بمعية الأساتذة محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي تعليق الإضراب عن الطعام، تحيي الأساتذة الثلاثة على شجاعتهم وتضحيتهم وثقتهم العميقة في النقابة العامة وفي هياكل القطاع والاتّحاد العام. كما تحيي التفاف المدرّسين حول قضية حق الشغل القار وقضية الحق النقابي. وتثمّن عاليا الجهود الجبّارة التي بذلها عشرات المناضلات والمناضلين الذين كانوا إلى جانبها في الإحاطة بالإضراب. و تؤكد النّقابة العامّة تصميمها على تمسّكها بمطلب إرجاع المطرودين الثلاثة وإعادة المنقولين (97) إلى مراكز عملهم الأصلية و إنهاء الانتداب بصيغة التعاون الشكل المخصوص في وزارة التربية والتكوين لتمرير هشاشة التشغيل.

كما تحيي النقابة العامة أعضاء اللجنة الطبية على حرصهم وتضحيتهم بوقتهم. وتحيي الروح التضامنية التي أبدتها عديد القطاعات والهياكل داخل الاتحاد العام التونسي للشغل معتبرة قضية الحق في الشغل القار والحق النقابي مهمة نقابية عاجلة ومتأكدة على الاتحاد أن يضعها في صدارة أولوياته، ومشددة على أن الهجمة التي يتعرض لها قطاع التربية والتعليم تخفي توجها عدائيا للاتحاد وتهدف إلى ضرب نقابات التربية والتعليم إضعافا للاتحاد وتمهيدا لتوسيع خوصصة التعليم والتفويت في مكاسب المدرسة العمومية.

كما تتوجه النقابة العامة إلى الجمعيات والمنظمات المستقلّة والأحزاب الديمقراطية التي ساندت القطاع بمبدئية ودعّمت تحرّكاته واحترمت استقلالية قراره بأرقى التحيات و إلى الجمعيات التونسية المستقلة بالمهجر وإلى أصدقائها من النقابات والأحزاب الديمقراطية الذين ساندوا تحركاتها.

والنقابة العامة وهي تعلن تعليق الإضراب تجدد تنديدها باستهتار وزارة التربية والتكوين واستنكارها للحصار والاستفزاز الذي مارسته قوات البوليس ضد النقابيين بمناسبة إضراب الجوع، كما تجدد تصميم القطاع على الدفاع عن حق المطرودين الثلاثة في الرجوع إلى سالف عملهم وحق المنقولين تعسفا في العودة إلى مراكز عملهم الأصلية، واستعداد المدرّسين لخوض نضالات تصاعدية ستقرّرها الهيئة الإدارية المنعقدة اليوم 28 ديسمبر 2007 من أجل تحقيق هذين المطلبين تأكيدا على التمسك بحق الشغل القار والدفاع عن الحق النقابي.


عاشت نضالات الأساتذة
لا للطّرد التّعسّفي، لا لضرب الحقّ النّقابي

عن النّقابة العامّة للتّعليم الثانوي
الكاتب العام
الشاذلي قاري


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني