الصفحة الأساسية > البديل النقابي > تجمع الوظيفة العمومية: تمخض الجبل فولد فأرا
تجمع الوظيفة العمومية: تمخض الجبل فولد فأرا
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2005

أشرف المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل منتصف يوم السبت 22 أكتوبر الجاري في بطحاء محمد علي تجمع إخباري كبير لأعوان وموظفي وعملة الوظيفة العمومية. وكما هو معروف كان هذا التجمع قد أجل من يوم 14 أكتوبر إلى 22 منه "لمزيد الإعداد له" حسب المكتب التنفيذي للاتحاد غير أن العدد الذي لبى الدعوة لم يمثل إلا نسبة قليلة جدا من هذا الصنف من الأجراء بجهة تونس الكبرى. أسباب ذلك كثيرة منها عدم إعداد القيادة النقابية له حيث لم يقع إعلام قواعد القطاعات المعنية ولم يتخذ أي شكل من أشكال التعبئة ومنها أيضا تسريب فكرة حول فحوى الاتفاق الحاصل بين الأمين العام لاتحاد الشغل ورئيس الدولة قبل يوم من التجمع فضلا عن أن التوقيت الذي تم اختياره –منتف النهار- لم يكن ليمكن الغالبية من الموظفين من الحضور باعتبار أن ساعة انتهاء حصة العمل بالإدارات هي الثانية بعد الزوال.

ويذهب البعض إلى القول أن القيادة النقابية لم تكن في الأصل ترغب في هذا التجمع الذي فرضه مجمع الوظيفة العمومية وما تأجيله ثم التراخي في إنجاحه إلا بعض علامات على ذلك لأن القيادة النقابية لم تكن مرتاحة لأية شكل من أشكال التصعيد ضد الحكومة أو الأعراف ولا مستعدة حتى لسياسة التسخين والتبريد التي كانت تتبعها من قبل.

وقد تأكد ذلك من خلال مجريات التجمع نفسه. ففي الوقت الذي كانت الجموع الحاضرة متعطشة لمعرفة أدق التفاصيل حول المفاوضات ونتائجها أصر عضوا المكتب التنفيذي ناجي مسعود ثم الهادي الغضباني على التعتيم على فحوى الاتفاق الذي توصل له الأمين العام مع السلطة علما وأن هذا الأخير اتصل صباح يوم التجمع هاتفيا بكل أعضاء الهيئة الإدارية ليعلمهم بتفاصيل الاتفاق.

فما شد انتباه الحضور بل ما أثار استغرابهم الخطاب المبهم والمقتضب لعضو المكتب التنفيذي المكلف بالوظيفة العمومية الذي قدم فكرة موجزة حول جولات التفاوض ليختمها بأن لقاء جرى مع أعلى هرم السلطة أثمر اتفاقا إيجابيا " رغم صعوبات الوضع الاقتصادي العالمي " على حد قوله فقوطع بهتافات الاحتجاج فما كان منه إلا أن أحال الكلمة لزميله الهادي الغضباني باعتباره أشرف وواكب المفاوضات مع الحكومة للزيادة في أجور الوظيفة العمومية.

السيد الهادي الغضباني استعان بقدراته الخطابية – باعتباره أستاذ عربية – محاولا السيطرة على الحضور وشد انتباههم وهو ما حصل فعلا في بداية خطابه. ولكنه لم يقدم أدنى معلومة حول نتائج المفاوضات مكتفيا بالقول أن لقاء جمع الأمين العام " بالسيد رئيس الدولة الذي يعرف القاصي والداني أنه حريص على مصلحة الشغالين وسلامة الوضع الاجتماعي " ولم يكد ينهي جملته حتى تعالت الهتافات من كل الحاضرين تقريبا منددين بهذا التملق رافعين شعار " اتحاد مستقل والقواعد هي الكل".

وقد حاول الغضباني دون نجاح أن يقاطع يسيطر مجددا على التجمع وقد ارتفعت حرارة الغضب فأنهى كلمته بجملة أدبية بليغة قائلا "الخزي والعار واللؤم" لمن يقف في وجه الاتحاد.

ودلف كل أعضاء المكتب التنفيذي إلى داخل مكتب كتابة الأمين العام موصدين وراءهم نافذة الشرفة من حيث كانوا يشرفون على التجمع تاركين الحضور في حالة من الوجوم والاستغراب.

أسئلة كثيرة طرحها الحضور. لماذا لم يظهر الأمين العام في التجمع والحال أنه كان بمكتبه يتابع ما يجري من وراء الستار ؟ ولماذا لم يصدع أعضاء المكتب التنفيذي بفحوى الاتفاق ؟ لأنهم يعلمون انه لا يلبي ما ينتظره الحاضرون؟ أم لأنهم لا يملكون القدرة على القول بأن الاتفاق يقضي بالزيادة في الأجور بنفس قدر زيادات سنة 2002 مع تخصيص 5 مليارات لتحسين منح خصوصية في 4 أربع قطاعات (الفلاحة والتجهيز والعدلية)؟ أيعني ذلك أن الأمين العام كان واثقا من ردة فعل القواعد الغاضبة فتلافى المواجهة؟

أسئلة كثيرة ظلت مرفوعة ولم يلقى الحاضرون أجوبة لها فانسحبوا من بطحاء محمد علي وقد التحق عدد غفير جدا منهم بمقر المضربين عن الطعام للتعبير عن المساندة.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني