الصفحة الأساسية > البديل النقابي > حدث ودلالات
حدث ودلالات
23 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

انعقد يوم السبت 9 أكتوبر 2010 المجلس الجهوي للتعليم الأساسي وهو حدث كان من المُمكن أن يكون أمرا عاديّا لا يستحقّ الكثير من التعليق لولا توفّر جملة من العناصر نودّ التطرّق إليها فيما يلي:

1- للحدث دلالة:

من المُتعارف عليه أنّ مكان انعقاد المجالس الجهويّة القطاعيّة يكاد يكون مقتصرا على فضاءات مراكز الاتحادات الجهويّة، وما يمكن الجزم به على الأقلّ فيما يتّصل بقفصة هو حدوث سابقة تمثّلت في إلتآم المجلس خارج مركز الولاية. وتحديدا بلدة الرديّف ممّا يُمثّل حدثا في حدّ ذاته كردّ اعتبار معنوي للحركة الاحتجاجيّة الاجتماعيّة التي لعب فيها، وتحديدا بالبلدة المذكورة، الكثير من رجالات التعليم الأساسي أدوارا مهمّة نذكر منهم عدنان الحاجّي والطيّب بن عثمان وبشير العبيدي..

2 - ولجدول الأعمال أيضا:

على غير العادة أيضا تمّ حصر نقطة وحيدة للتداول كانت بطبيعة الحال مسألة عودة المُعتقلين المُسرّحين فيما عُرف بقضيّة "الوفاق الجنائي" إضافة إلى القابعين وراء القضبان مثل الصحفي الفاهم بوكدّوس وحسن بن عبد الله وشبّان المظيلّة.

3 - والحضور كذلك:

أفادت مصادر نقابيّة مختلفة أنّ حجم الحضور وتنوّعه كان أمرا غير عاديّ بالمرّة. فزيادة على إشراف كاتب عامّ النقابة الوطنيّة نفسه على الأشغال صحبة أحد أعضاء النقابة العامّة ومسؤول النظام الداخليّ بالإتحاد الجهويّ. غصّت قاعة الاجتماعات بالأغلبيّة الساحقة من التشكيلات النقابيّة بالقطاع زيادة عن حضور وجوه عديدة من قطاعات أخرى ( تعليم ثانوي، صحّة، مناضلون ...)

مداولات مُثمرة، قرار جريء:

عبّر العديد من النقابيين الحاضرين عن ارتياحهم لعمق النقاشات التي سادت الاجتماع ممّا أفضى بسهولة نسبة إلى إقرار الإضراب الجهوي من أجل التسوية المهنيّة للمُسرّحين وإطلاق سراح المساجين. ولعلّ الإشكال الوحيد تمثّل في تحديد تاريخ الإضراب الذي أراد قلّة تنفيذه أواخر أكتوبر في حين ارتأى آخرون إعطاء الوقت الكافي لإنجاحه.

ومن المفارقات العجيبة أنّ دعاة التعجيل ليسوا سوى أعداء الحركة الاجتماعيّة سنة 2008 وبعدها!!! إضافة إلى أنّهم التيّار الذي كان متنفّذا في القطاع بالجهة في ذروة الحركة الاحتجاجيّة وهو الذي عمل سرّ وعلانيّة على كسر الإضراب الوطني في 5 أكتوبر 2009 تحت دعاوي "مقاومة التسييس" والتوظيف في حين أنّ الأمر لم يتجاوز حدّ المُطالبة بإطلاق سراح عدنان الحاجّي ورفاقه!!!

والأمر المؤكّد أنّ انعقاد المجلس ببلدة الرديّف وبذاك المضمون وتتويجه بمثل ذلك القرار،ليس سوى ثمرة تحوّلات عميقة مسّت التشكيلات النقابيّة بالأساس وتحديدا "النقابة الجهويّة".

هوامش من المجلس:

* توجّهت عفاف بالناصر، زوجة الصحافي الفاهم بوكدّوس، برسالة إلى المجلس تمت قراءتها ويبدو أنّها نالت استحسان الحضور وهذا نصّها:

الأخوة المناضلون، أعضاء المجلس الجهوي للتعليم الأساسي، تحيّة نضاليّة، وبعد:

شرف كبير أن ينعقد اجتماعكم في بلدة عرفت شوارعها سقوط آخر شهداء الخبز والعدالة الاجتماعيّة في تونس. وشرف أكبر أن تكون بلدة الرديف الصامدة مقرّ أشغالكم وهي التي مازال بعض من أبنائها ومناصريها يقبعون في السجون جرّاء محاكمات جائرة.

وبهذه المناسبة أناشدكم الوقوف بحزم من أجل إنهاء معاناة كافّة مساجين الحوض ألمنجمي وفي طليعتهم ابن الرديّف البارّ حسن بن عبد الله وبطبيعة الحال زوجي الفاهم بوكدّوس الذي تفاقمت أمراضه في الآونة الأخيرة.

أتمنّى لكم التوفيق في أشغالكم وأشدّ على أياديكم

* انعقد المجلس الجهوي تحت حصار مُكثّف لمختلف أجهزة البوليس أعاد للأذهان الحشود الأمنية التي رابطت بالرديّف طوال سنة 2008. كما عرف يوم 9 أكتوبر رقابة بوليسيّة على عدد من النشطاء بمدينة قفصة من بينهم عفاف بالناصر والرفيق عمّار عمروسيّة

* مثّل المجلس الجهوي فرصة لحلول أحد أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي بالرديف وهي المرّة الأولى منذ 2008 باعتبار الغضب الواسع ضدّ عناصر البيروقراطيّة النقابيّة.

* بعد انتهاء أشغال المجلس فوجئ السيّدان حفيّظ ومحمّد حليّم بوجود ولاّعة غازيّة قرب خزّان الوقود لسيّارتهما!!! وقد فهم الجميع هذه العمليّة ضمن رسائل التهديد الموجّهة للقطاع. وقد علمنا أنّهما تقدّما بقضيّة لدى وكيل الجمهوريّة بقفصة وكالعادة تمّ فتح تحقيق ضدّ مجهول رغم أنّ الجهة الجانية تكاد تكون معلومة.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني