التاريخ هو السبت 3 ماي الساعة العاشرة والنصف صباحا.

جمع غفير من النساء والرجال ممّن تجاوزوا العقد السادس من العمر غصت بهم القاعة ومنصّة يعتليها أربعة. من بين الحاضرين وجوه "معروفة" رؤساء شعب مهنية وشعب ترابية وأعضاء في "لجان اليقظة" وأعضاء سابقون في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي.

أمّا المكان فهو قاعة "محسن الدريدي" بمقر الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت والمناسبة هي المؤتمر التأسيسي لنقابة المتقاعدين بجهة بنزرت تحت إشراف الإتحاد الجهوي للشغل.

في جوّ من الإستياء والحسرة تدخل المناضل النقابي الطاهر العبيدي عن القائمة النقابية ليسحب ترشحه مندّدا بما تعرّض له من تهديد وعنف لفظي مع بداية أشغال المؤتمر من طرف مؤتمرين يدعمون القائمة التجمعية ومستنكرا العنف اللفظي الصادر عن عضو من المكتب التنفيذي الحالي ضمن القاﺋمة التجمعية.

وقد فوجئ أعضاء القائمة النقابية بوجود قرابة 300 مؤتمر تحصلوا على إنخراطات "مجانية" يوم المؤتمر ليرجّحوا كفة القائمة التجمعية (7⁄7) ويتحصل مهندسو المؤامرة على نيابة (صوت) أثناء مؤتمر الإتحاد الجهوي المزمع عقده خلال شهر جوان.

لقد كشف مؤتمر المتقاعدين الحملة المسعورة التي يقوم بها البعض من أعضاء المكتب التنفيذي الحالي لكسب المؤيّدين والأنصار، ضاربين عرض الحائط باستقلالية المنظمة بتحالفهم مع الحزب الحاكم. فهل ينجح هؤلاﺀ في تحويل الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت إلى خلية من خلايا الحزب الحاكم؟ يبدو المشهد قاتما في غياب وحدة الصف النقابي المناضل وحضور التيار النقابي الإنتهازي الذي إختار الولاء للسلطة ودعم خياراتها وتزكية مشاريعها لتحقيق المآرب الشخصية.

إن هذه الهجمة االسافرة على الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت والتواطؤ المبطن لبعض أعضاء مكتبه الحالي يحمل مناضلي الجهة مسؤولية التصدي لكل محاولات الإختراق لهياكل الإتحاد الجهوي ومحاسبة المتواطئين والمتآمرين، إﺬ لا خيار لمناضلي جهة بنزرت سوى خوض معركة الإستقلالية والإستعداد لخوض نضالات فعلية ترتقي إلى مستوى التحديات المطروحة والجهة على أبواب مؤتمر حاسم.

أبو الوليد