الصفحة الأساسية > البديل النقابي > مؤتمر نقابة السليلوز بالقصرين بين التصدي للخوصصة وتفريط البيروقراطية النقابية في (...)
مؤتمر نقابة السليلوز بالقصرين بين التصدي للخوصصة وتفريط البيروقراطية النقابية في المؤسسة
12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007

تحت ضغط العمال وممثليهم النقابيين الرافضين للخوصصة انعقد مؤتمر "السليلوز" يوم25 أكتوبر 2007 أي 6 أشهر قبل موعده تحت شعار "المؤسسة أولا" نظرا لما آل إليه الوضع النقابي الجهوي من خطورة بالغة أدّت إلى التفريط في هذه المؤسسة الرائدة وطنيا وعربيا وإفريقيا. إذ تواترت عليها موجات التسريح والتطهير منذ بداية التسعينات لما كان معمل عجين الحلفاء يشغل ما لا يقل عن 1300 عائلة في جهة عانت ولا تزال تعاني من التهميش وسياسة الفوارق الطبقية والجهوية.

ولما كانت هذه المؤسسة واقعة تحت سيطرة الحزب الحاكم والبيرقراطية النقابية بالجهة، فقد عمت بها كل مظاهر الإستغلال الجشع والفساد الإقتصادي والمالي والرشوة والمحسوبية وشراء الذمم وتذكية النزعة القبلية والعروشية داخل نقاباتها الأساسية، التي استعملت كخزان انتخابي في مؤتمرات التأييد والتهييج للتجمع الدستوري والبيرقراطية، فتراجع العدد الجملي للعمال إلى أقل من النصف وتراجع معه عدد المنخرطين والتأثير العام للمعمل داخل الجهة (حوالي 570 عامل فقط).

حدث ويحدث ذلك اليوم بتواطؤ عام من الإتحاد الجهوي للشغل ومن عضوه المكلف بالشركات والدواوين والكاتب العام السابق للنقابة بصفة خاصة، الذين فرطا للرئيس المدير العام في قراري الإنتداب والتصنيف دون مشاركة الطرف النقابي.

ولكن العمال - رغم تدني الوعي النقابي العام وخذلان الكاتب العام السابق – لم يرموا المنديل وتصدوا للخوصصة بالإعتصامات منذ 2006 وهم اليوم حريصون على إفراز نقابة أكثر كفاءة والتصاقا بشاغلهم وأكثر تمسكا بمطالبهم المادية والمعنوية وعلى رأسها تحسين المقدرة الشرائية والتصدي للخوصصة حفاظا عن المؤسسة.

ومن هذه الزاوية كشف مؤتمر "السليلوز" عن صراع بين قائمتين متناقضتين في التوجه النقابي : قائمة لزهر الدربالي الكاتب العام السابق المسنود من قبل الإدارة ولجنة تنسيق التجمع، وقائمة النضال والتجديد النقابي التي حظيت بأغلبية 4 مقاعد مقابل 3، وآلت إليها الكتابة العامة في شخص محمد علي بوعزيزي الذي نشطت ضده ماكينة الإدارة سواء أثناء الحملة الإنتخابية أو أثناء توزيع المسؤوليات، حيث مورست عديد الضغوطات على العديد من الذين صوتوا لفائدته وإرهابهم بالطرد وخصوصا منهم العملة الوقتيين، وكذلك على أحد الأعضاء الفائزين في المكتب الجديد كي يسلم الكتابة العامة للأزهر الدربالي الموالي للإدارة.

يقع كل ذلك في ظل تخلف عموم قوى اليسار النقابي عن لعب الدور المنوط بعهدتها وتخندق بعضها مع البيروقراطية النقابية بالجهة، وعدم قدرة بعضها الآخر عن خوض معركة نقابية بأهمية نقابة "السليلوز".

يقع كل ذلك في ظل استفحال العفوية والفوضوية النقابية بالجهة، بعيدا عن العمل الميداني المشترك الدؤوب المخطط والواعي بذاته من أجل تخليص الطبقة العاملة من براثن الحزب الحاكم والبيروقراطية وكل مظاهر التخلف. فمتى تستوعب كافة قوى التغيير النقابي المناضل الدرس وتضع حدا لضعفها وتشرذمها وهامشيتها من أجل درء خطر الإعتداءات المختلفة عليها؟ أفلا تكون المؤتمرات النقابية القادمة فرصة ثمينة في هذا الإتجاه؟


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني