الصفحة الأساسية > البديل النقابي > هل يتوقف قطار التغيير في سليانة؟
نقابي من سليانة:
هل يتوقف قطار التغيير في سليانة؟
28 أيار (مايو) 2009

عاش الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة حراكا كبيرا منذ 1989 فعلى إثر الأزمة التي سلطت على الاتحاد العام التونسي للشغل تم خوض صراع مرير مع ما كان يسمى حينها بالشرفاء ممن استولوا على مقر الاتحاد وعاثوا فيه فسادا وباعوا واشتروا في عرق العمال على امتداد ما يقارب الست سنوات .

وقد ساهم ثلة من النقابيين في هذا الصراع الذي أفضى إلى انتصار النقابين الشرعيين وكنس " لشرفاء". وتحقيقا للتوازن وضمانا لحدّ معين من الانسجام ارتأى النقابيون تعيين السيد مولدي السياري - النقابي غير المعروف وقتها في الجهة لا قبل الأزمة ولا حتى بعدها - كاتبا عاما .

وللأسف كان اختيارا غير موفق من النقابيين، فسرعان ما ظهر خلاف عميق بين الأغلبية النقابية والسيد الكاتب العام مع أقلية ممّن تعوّدوا التعامل بلغة الولاء والطاعة. وتمحور هذا الخلاف حول الرؤى والتصوّرات والأهداف والعلاقة بالعمال وأسلوب العمل ...خلاف عميق بين خطين متضادين في العمل النقابي. وقد حسم هذا الخلاف في النهاية لصالح الكاتب العام الذي وجد الدعم المباشر حينها من السلطة والميليشيات، وكذلك من المركزية النقابية ومن الأمين العام نفسه الذي بدأ بعد مؤتمر سوسة يؤسس إلى" شرعية " تنبني على الولاء ولا شيء غير الولاء مع رغبة جامحة لتصفية الخصوم وأقرب الخصوم هم الذين ساعدوه على اعتلاءأهم مسؤولية في المنظمة المقابية : الأمانة العامة .

تم تصفية النقابيين الصادقين لأكثر من ثلاث دورات... فصار مقر الاتحاد الجهوي خرابا مازالت جدرانه تعاني منه إلى يومنا وما زال العمل النقابي لم يخرج بعد من علته التي طالت على امتداد الدورات الثلاث التالية .

ثم جاء مؤتمر 2005 وكان لا بد من العودة للنشاط النقابي بقوة لإنقاذ الجهة ...وحدث ما حدث... وعاد ثلة من النقابيين آملين تغيير العمل النقايبي من الدّاخل... ولاحظ الجميع هذا التغيير يقع بالرغم من استمرار السيد الكاتب العام على نفس النهج في العمل... حدثت نضالات كثيرة وخاضت جهة سليانة في معمعان العمل النقابي بتعطش بعد جفاف السنين السابقة... وعاد العمال للثقة بالعمل النقابي وبالاتحاد وغص بهم مقره في مناسبات كثيرة والسيد الكاتب العام على عقليته السابقة لا يتغيّر... يريد أن يضمن لنفسه التجديد والبقاء في المسؤولية الأولى وفي المقابل يجرب حظه كل مرة مع الحزب الحاكم ليترشح إلى شتى المسؤوليات الحزبية : عضوية اللجنة المركزية للتجمع، عضوية الشعب الدستورية الترابية ، عضوية الجامعات الحزبية الراجع إليها بالنظر... وكذلك إلى المسؤوليات الأخرى مثل مجلس النواب ومجلس المستشارين... وظلت المسؤولية النقابية مطية وجسرا لطموح آخر ...

وقد آن الأوان اليوم ولا غير اليوم وفي موعد المؤتمر القادم: 30 ماي 2009 أن تتحقق إرادة النقابيين في التغيير، التغيير الحقيقي الذي يضمن ممارسة عمل نقابي مستقل ملتصق بالعمال وفي إلى مبادئ الاتحاد قادر على ضمان مستقبل مشرق للعمل النقابي في جهة سليانة...

إننا نلاحظ بمرارة السلوك المريب لبعض القيادات المركزية في التعامل مع ما يحدث في سليانة، قد تكون مصالح هؤلاء ملتقية مع دعم مباشر وآخر خفي للكاتب العام الحالي ولكن ليدركوا أن مصلحة الجهة ومصلحة الاتحاد تكمن في التغيير... وليراجعوا مواقفهم ولا يقفوا حجر عثرة أمام إرادة النقابيين ...راجعوا ذاكرتكم ماذا استفدتم من السيد الكاتب العام المزمن في سليانة؟ لا شيء... لا لون... لا طعم ...لا موقف دوما على مبدأ الإنحناء إلى العاصفة حتى لاتكسره... إمّا أن يتوقف قطار التغيير في محطة سليانة فينتعش العمل النقابي ويشرق مستقبله أو يتجاوزها فتكون الانتكاسة التي ليس بعدها انتكاسة... عندها لا يرجع إلا المجهول...

نقابي من سليانة


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني