الصفحة الأساسية > البديل الوطني > تصميم على مقاومة ظاهرة التعذيب
في الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد نبيل البركاتي :
تصميم على مقاومة ظاهرة التعذيب
15 أيار (مايو) 2004

أحيت الحركة الديمقراطية والثورية يوم السبت 8 ماي 2004 بمدينة قعفور (105 كلم غرب العاصمة) الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد الرفيق نبيل البركاتي عضو حزب العمال الشيوعي التونسي، تحت التعذيب. علما وأن هذه الذكرى تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى يوم وطني لمناهضة التعذيب في تونس. وقد تحوّل هذه السنة ما يزيد عن المائة مناضلة ومناضل من مختلف أنحاء البلاد والنزعات الفكرية والسياسية إلى مقبرة "البراكتة" بقعفور حيث يوجد قبر الشهيد الذي زيّن بالمناسبة بإكليل من الورد.

وقد افتتح الذكرى وبالأحرى اليوم الوطني لمناهضة التعذيب شقيق الفقيد رضا بركاتي العضو القيادي بالجمعية التونسية لمقاومة التعذيب وعضو هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان برادس-الزهراء-حمام الأنف، والعضو بالهيئة المديرة لنوادي السينما. وقد رحّب في كلمته بالضيوف وشكرهم على وفائهم لهذه الذكرى وتحمّلهم مشاق التنقل من مختلف أنحاء البلاد تأكيدا لرفضهم ممارسة التعذيب وتمسكهم بالنضال من أجل استئصالها ومحاسبة المسؤولين عنها أمرا وتنفيذا. وبعد ذلك أحال الكلمة إلى ممثلي وممثلات الأحزاب والجمعيات والمنظمات. فتداول على الكلمة الأستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة والأستاذ البشير الصيد عميد المحامين، والأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، والسيدة حليمة الجويني عضوة الهيئة المديرة لجمعية النساء الديمقراطيات، والأستاذ محمد جمور عن الوطنيين الديمقراطيين، والدكتورة حميدة الدريدي عضوة هيئة فرع الرابطة بالمنستير، والسيد جلول عزونة رئيس رابطة الكتّاب الأحرار، والجامعي المعروف صالح الحمزاوي الرئيس السابق للجنة الدفاع عن حمه الهمامي، وعلي الجلولي عن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، وحمه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي. كما أعطيت الكلمة لإيمان درويش التي عادت هذه الأيام إلى تونس بعد غياب دام حوالي أربع سنوات. وتلت الأستاذة راضية النصراوي كلمة باسم الدكتور منصف المرزوقي كما أعلم رضا البركاتي الحاضرين برسالة موجهة بالمناسبة من السيد أحمد الخصخوصي منسّق حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وبتحيات السيد لسعد الجمّوسي رئيس الجمعية التونسية لنوادي السينما الذي تعذّر عليه الوصول إلى قعفور لأسباب قاهرة.

وقد أشاد كافة المتدخلين بخصال الفقيد مثمنين روح التضحية التي تمتع بها والتي تلهم اليوم مناضلات ومناضلي الحرية وتجعل منه رمزا وطنيا لا لمناضلي حزب العمال واليسار فحسب بل لكافة الديمقراطيين والتقدميين. كما عبّروا عن امتنانهم لحزب العمال الشيوعي التونسي لمثابرته على إحياء هذه الذكرى التي تحوّلت إلى يوم وطني لمناهضة التعذيب. ولم يفت المتدخلين التأكيد على استمرار ممارسة التعذيب أو سوء المعاملة والإهمال في مراكز الإيقاف والسجون التي حصلت خلال الفترة الأخيرة. كما لاحظوا مواصلة السلطات وخاصة السلطات القضائية رفض فتح تحقيقات جدية في هذا الشأن وبالتالي مواصلتها توفير الحماية للجلادين مما يدل على أن التعذيب في تونس لا يمثّل تجاوزات فردية ومعزولة بل أسلوب حكم بهدف ترهيب المواطنات والمواطنين وثنيهم عن ممارسة حقوقهم الأساسية.

وفي هذا الإطار أكّد أكثر من متدخّل أن ممارسة التعذيب تمثل ظاهرة مرتبطة بطبيعة نظام الحكم الدكتاتورية وهو ما يجعل من المعركة ضد هذه الظاهرة الوحشية جزء لا يتجزأ من المعركة من أجل الحرية والديمقراطية. فالنظام الديمقراطي المنشود هو الكفيل وحده بتوفير الإطار السياسي الذي ينجلي فيه الخوف عن الناس وتحترم كرامتهم وحرماتهم المعنوية والجسدية وتتوفر فيه إمكانية مقاومة الانتهاكات التي يتعرضون لها. وقد وجه بعض المتدخلين نقدا ضمنيا إلى الأطراف التي دعيت إلى المناسبة ولم تحضر مذكّرا أن مناسبة كهذه لا تتحمّل أي سلوك فئوي لأن مقاومة التعذيب تهمّ كافة القوى السياسية والجمعيات والمنظمات المستقلة والديمقراطية. فالتعذيب آفة تهدّد الجميع وقد بيّنت التجربة خطأ من ظن أنه في منأى منه ومن القمع عامة. كما أنه لا يمكن لأي طرف أن يدعي الديمقراطية دون أن يتصدى بشكل فعلي وملموس لتلك الآفة.

ومن بين المقترحات المقدمة لتطوير إحياء ذكرى استشهاد نبيل واليوم الوطني لمناهضة التعذيب مقترح أوّل للأستاذ صالح الحمزاوي يتمثّل في إعلان تخصيص جائزة باسم الفقيد تُسند سنويا لأي طرف، جمعية كان أو فردا يتميز في مجال مقاومة ظاهرة التعذيب. أما المقترح الثاني فقد تقدّم به رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبعض المتدخلين الآخرين وهو يتمثل في إقامة أنشطة (ندوات..إلخ) بمناسبة إحياء الذكرى في أكثر من مكان تختم بالتحوّل إلى مقبرة "البراكتة" لإحياء ذكرى استشهاد الفقيد.

وقد اختتم إحياء ذكرى استشهاد نبيل بإلقاء قصيدة للشاعر سمير طعم الله وبإنشاد نشيد الأممية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني