الصفحة الأساسية > بديل الشباب > حملة قمعية شرسة وحركة تضامنية واسعة
طلبة سوسة يتحركون دفاعا عن مطالبهم:
حملة قمعية شرسة وحركة تضامنية واسعة
كانون الثاني (يناير) 2008

تشهد مدينة سوسة هذه الأيام تحركات في الأوساط الطلابية والحقوقية والسياسية على خلفية الاحتجاجات الطلابية التي انطلقت يوم 3 ديسمبر 2007 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة والتي انتهت باعتقال أربعة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وإصدار بطاقة تفتيش ضد أكثر من عشرة آخرين، تم في نهاية الأسبوع الماضي إيقاف 6 منهم.

انطلقت الأحداث على إثر دعوة اتحاد الطلبة إلى اعتصام مفتوح بالكلية من أجل مطالب نقابية تتعلق بعدّة قضايا بيداغوجية، منها الحق في الترسيم الرابع، ومطالب أخرى تتعلق بالخدمات الجامعية. وكانت هذه المطالب قد رفعت منذ عدة أشهر إلا أن الإدارة لم تستجب إلى أيّ مطلب منها، وتواصل هذا الاعتصام الذي اتخذ من مكتبة الكلية مقرا له مدة طويلة، من يوم 3 ديسمبر إلى يوم 14 من نفس الشهر. وأمام تعنت الإدارة ومحاولة إجهاض النضالات الطلابية تحوّل هذا الاعتصام إلى المطعم الجامعي بذات المركب حيث شهد التفافا جماهيريا كبيرا عبر المشاركة المستمرة للطلاب. وتناول حوالي 1000 طالب وجبات الأكل مجانا وذلك احتجاجا على تردي حالتهم المادية بسبب رفض الوزارة صرف المنح في وقتها وتقديم الإعانة (150 د) المخصصة للطلبة الحتاجينم وهو ما جعل أعدادا كبيرة منهم تعيش حالة جوع. ودام هذا الاعتصام ثمانية أيام تدخل خلالها طلبة الحزب الحاكم مدعومين بالبوليس ووقع فض الاعتصام بالقوة وانطلاق سلسلة الملاحقات الأمنية لمناضلي الاتحاد.

وقد وجهت إلى الموقوفين والملاحقين الذين هم من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وينتمون إلى هياكله، تهمٌ جنائية منها: نهب جماعي لمواد صالحة للأكل، افتكاك عقار من يد صاحبه، تعطيل حرية العمل...

وأثارت هذه الاعتقالات ردود فعل احتجاجية من قبل الطلاب، إذ توالت الاجتماعات العامة والتحركات الاحتجاجية (غلق طريق سهلول ليلة 10 جانفي...) وتدخلت فرق "البوب" والبوليس السياسي لقمعهم. وفي ليلة 11 جانفي حصلت مواجهات بالمطعم الجامعي بحي الرياض أدخل على إثرها ثلاثة طلاب المستشفى من بينهم الطالبة هدى عمروسية، وأوقف أربعة آخرون من بينهم طالب من المبحوث عنهم بسبب أحداث الأيام السابقة.

ويوم 12 جانفي الجاري داهم البوليس كلية الآداب بسوسة واعتدى على الطلبة وعلى الأساتذة. وأوقف العديد من الطلبة واعتدى عليهم بالعنف ثم أطلق سراحهم مع الاحتفاظ بثلاثة منهم قيد الاعتقال، وهم وائل نوار، فريد خيماني، وزياد حاج قاسم، وثلاثتهم من المبحوث عنهم.

وهكذا فإن الطلبة الذين تم اعتقالهم منذ انطلاق الأحداث إلى يوم 12 جانفي على خلفية نشاطهم النقابي هم كريمة بوستة، محمد أمين بن علي، أحمد شاكر بن ضية، عبد النايب المسعودي، وائل نوار، فريد خيماني، زياد قاسم. في حين لازال البعض الآخر في حالة تحصن، نذكر منهم: رشيد عثماني، مجدي حواص، جواهر شمة، زياد عباس، كريم حمدي، فوزي حميدات، علي غابري.

وقد بادرت شخصيات عديدة تنتمي إلى منظمات وهيئات المجتمع المدني بتكوين لجنة مساندة وطنية يرأسها السيد رياض لحوار وقد انتظمت بمقر الحزب الديمقراطي بسوسة عدة اجتماعات تضامنية تطالب بإطلاق سراح الموقوفين ووقف التتبعات ضدهم.

كما عبّر الأساتذة، في بيان لهم، عن استنكارهم لاقتحام البوليس الحرم الجامعي واعتدائه على الطلبة والأساتذة، وأكدوا تضامنهم مع الطلبة ومع مطالبهم المشروعة وخاصة منها حرية العمل النقابي.

اعتقال المناضل الطلابي ربيع الورغي

تم يوم الاثنين 07 جانفي 2008 إيقاف ربيع الورغي المناضل صلب الإتحاد العام لطلبة تونس على خلفية نشاطه النقابي بالجامعة التونسية. وقد تمت إحالته يوم الثلاثاء 08 جانفي 2008 على المحكمة التي أجلت النظر في القضية إلى يوم 22 جانفي 2008. وتأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة متواصلة من الحصار والتضييقات المفروضة على مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم ببنزرت فقد سبق أن تعرض هذا المناضل إلى جانب المناضل عصام السّلامي الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن المطرودين من الدراسة إلى الطرد من الجامعة وإلى العديد من المحاكمات الصورية.

وقد اصدر المكتب الفدرالي لكلية العلوم ببنزرت بيانا ندد فيه بالهجمة التي تستهدف نشطاء الاتحاد وطالب بإطلاق سراح ربيع الورغي وبعودة كل المطرودين إلى مقاعد الدراسة، وناشد جميع القوى الديمقراطية والمنظمات الصديقة أن تقف إلى جانب الاتحاد العام لطلبة تونس في هذا الظرف الحساس ودعم إنجاز مؤتمره الموحد.

كما أصدر كل من المكتب الفدرالي بكلية العلوم بقابس والمكتب الفدرالي للغات بقابس بيانين في نفس الغرض.

اعتقال علي فلاح

تم اعتقال القيادي الطلابي نائب الأمين العام للاتحاد العام لطلب تونس (مؤتمر التصحيح) علي فلاح من قبل البوليس السياسي التابع لمنطقة الأمن بباب بحر في ساعة متأخرة من ليلة يوم الاثنين 7 جانفي 2008. ولم يتمكن مناضلو الاتحاد من معرفة الأسباب المباشرة وراء اعتقاله خاصة أمام إصرار منطقة الأمن التكتم عن ذلك وعن مكان احتجازه. ولقد تبين فيما بعد أن محضرا سجل ضده. كما تأكد أن أحد مناضلي الاتحاد بكلية العلوم بتونس كان برفقته وهو بدوره معتقل معه. ومن المعلوم أن البوليس لم يكفّ منذ شهر ديسمبر الفارط عن ملاحقة مناضلي الاتحاد وخاصة بعد الاعتقالات التي جرت بكلية الآداب سوسة والمطعم الجامعي بنفس المركب. ويشغل علي فلاح خطة نائب الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس منذ سنتين وهو أحد مؤسسي اللجنة الوطنية من أجل عقد المؤتمر التوحيدي للاتحاد العام لطلبة تونس لتجاوز الوضع الحالي للمنظمة الطلابية، وتعرض إلى الاعتقال عدّة مرات بسبب مشاركته وقيادته للاحتجاجات الطلابية. وشارك في عدة لجان وطنية آخرها اللجنة الوطنية لمساندة الأساتذة المضربين عن الطعام. وعلي فلاح متحصل على الأستاذية في الفلسفة وبصدد إعداد شهادة الدراسات المعمقة في ذات الاختصاص. علما وأن عضو المكتب التنفيذي طه الساسي تم اعتقاله وإطلاق سراحه على خلفية التطوّرات الأخيرة في الجامعة التونسية.

جميعا من أجل إيقاف الهجمة الشرسة ضد طلبة سوسة وإطلاق سراح جميع الموقوفين وإيقاف التتبع ضد المطلوبين.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني