الصفحة الأساسية > البديل النقابي > لمن تقرع طبول الهجوم؟
لمن تقرع طبول الهجوم؟
كانون الثاني (يناير) 2008

اجتمع مجلس القطاعات في الاتحاد العام التونسي للشغل (الكتاب العامون للجامعات والنقابات العامة) بإشراف اّلأمين العام وبعض أعضاء المكتب التنفيذي.

استهل الأمين العام الاجتماع بخطاب "شحن" و"تعبئة" مؤكدا على "المخاطر الجمة التي باتت تتهدد الاتحاد العام" قائلا إنه هو نفسه كأمين عام للمنظمة "أصبح بيدقا ولا يعرف ما سيكون مجبرا على القيام به من الغد ..." ما دامت "بعض القوى تتحكم في الساحة وتتصرف على هواها". هذا الخطاب كان مقدمة لتحسيس الحاضرين بضرورة الانخراط في الحملة المرسومة لمباركة كل ما يقرره الأمين العام وعضده الأيمن علي رمضان في حملتهما من أجل تدجين الاتحاد تدجينا كاملا. وبطبيعة الحال كل من سيتباين مع هذا الخطاب سيواجه: "إذن أنت مع إضعاف المنظمة؟؟؟ آه لقد صار واضحا أنت معهم"

لكن من هم هؤلاء الـ "هم"؟ عدو هلامي غير محدد والمقصود به اليسار طبعا واليسار الراديكالي المستقل عن البيروقراطية، وليس السلطة التي دجنت الاتحاد وأضعفته وحولت قيادته إلى خادم أمين لمصالحها على حساب مصالح العمال والأجراء.

كان واضحا من المداولات أن مجموعة من الكتاب العامين للجامعات الموالين للبيروقراطية وعلي رمضان كانوا اجتمعوا وأعدوا لهذا المجلس إعدادا جيدا:
كمال سعد عن المعاش والسياحة وعلي العمدوني عن العدلية، بدر الهرماسي عن التأطير التربوي، لطفي الحمروني عن الأشغال العامة والتجهيز ...

هؤلاء وغيرهم هم الذين قادوا الحملة على الذين رفعوا الشعارات "التي لا تلزم الاتحاد" خلال التظاهرات والتجمعات التي شهدتها البطحاء أيام إضراب جوع الأساتذة الثلاثة المطرودين عسفا من العمل. علي العمدوني مثلا احتج على الوضعية التي وصل إليها "حال المكتب التنفيذي" الذي أصبح "يقود ولا يحكم" مثل الملكة إليزابيت على حد تعبيره.

وكمال سعد كُلف بمهمة إثارة ملف بنزرت ولطفي الحمروني "القيدوم" طرحه صراحة وحاول بكل الطرق أن يدرجه في اللائحة.

كان كل شيء واضحا: الترهيب والتخويف والتخوين و"تهديد" الجميع بوضعية الاتحاد "الصعبة" لتبرير الهدف: تصفية ملف بنزرت، ومَا بعد بنزرت، وما بعد بعد بنزرت

ثم يأتي المجلس الوطني...

ثم يأتي المؤتمر الاستثنائي...

فالتخلص من موضوع "الدورتين".

وهكذا يغادر عبد السلام جراد قائلا اللهم إني أكملت مهمتي وورّثت الاتحاد لابن "قبيلتي".

لكل هذا بدأ الآن قرع الطبول وما اجتماع مجلس القطاعات إلا حركة إحمائية أولى...



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني