الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > نداء من قاع الطّفولة
نداء من قاع الطّفولة
15 أيلول (سبتمبر) 2009

لمَ ما بدأتَ حديثك يا صاحبي

لمَ لمْ تخُنْكَ العيون وتفشي،

زمان المودّة قد صار أزمنة

وكنتَ بأزمنتي كلّها لحظتي الآسرة.

تعالَ إليّ فإنّي سأحرق أزمنتي كلّها،

سأرمي بأبناء عمري جميعا

وأمضي إلى وحدة المقبرة.

وحده العيد يبقى وفيّا

وأنتَ كما العيد تأتي

لتزرع في ثغريَ الفرحة.

تعالَ إليّ

فليل المنافي تقيّأني

وحلمي تكسّر فوق المرايا.

لنكسر كلّ المرايا تعال

فقيدي ثقيل وحلمي بخيلٌ

ومفتاحُ بيتي

قراصنة اللّيل قد سرقوه

وأمّي/ بلادي

خطاي إليها سجون

وبسمتها/ لحنها الصّعب

موتي

وعشّ يديها الكفن.

تعال إليّ وقبّل ملامح وجهي،

أعدْ ليَ عمري الذي شرّدوه

ليصبح عندي متّسعٌ كي أحبّكَ.

تعال

لنحلّق أعلى

ونعشق أكثر

وتنشدني في الرّبيع

"نامي قليلا يا ابنتي

فالطّائرات تعضّني".

عفاف بن ناصر، 23 مارس 1996



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني