الصفحة الأساسية > البديل العربي > كلنا محاصرون.. !
غزة تحت الحصار:
كلنا محاصرون.. !
25 شباط (فبراير) 2008

يتعرض الشعب الفلسطيني لحصار خانق فرضه عليه الكيان الصهيوني بدعم من الامبريالية بقيادة واشنطن وبتواطؤ مكشوف من الأنظمة العربية. ويأتي هذا الحصار في إطار تصعيد العدوان على قطاع غزة بعد سيطرة "حماس" على السلطة فيه، واستكمالا للعمليات العدوانية الأخرى من اعتقالات وهدم للبيوت وتجريف ومصادرة للأراضي وتوسيع المستوطنات إلى جانب مواصلة سياسة الاغتيالات لعناصر المقاومة. وقد شمل هذا الحصار الظالم كل مجالات الحياة الحيوية من قطع للماء والكهرباء وسد جميع المعابر ومنع الفلسطينيين من تجاوزها حتى ولو كان ذلك للعلاج أو لشراء الدواء وغيرها من المواد الضرورية الأخرى. هذه الوضعية أدت إلى ظهور كارثة إنسانية حقيقية باعتراف كل المراقبين والمبعوثين الدوليين. ورغم خطورة الوضع الإنساني وتزايد عدد الضحايا من جرائه فإن الكيان الصهيوني يجد كل الدعم والمساندة ليس من البيت الأبيض فقط بل ومن جميع امبرياليات العالم التي طالما تشدقت بدفاعها عن حقوق الإنسان وعن استعدادها للذود عنها في أي مكان من العالم. أما الأنظمة العربية التي عودتنا بخضوعها لسيدها بوش، فإنها أبدت هذه المرة انضباطا والتزاما كبيرين بهذا الحصار الذي قلما تعرضه له شعب في التاريخ الحديث. بل إنها لم تكلف نفسها حتى عقد "قمة عربية طارئة" لـ"دراسة الوضع" مثلما اعتادت أن تفعل لذر الرماد في العيون. وهذا دليل على أنها انخرطت بشكل مفضوح في المشروع الامبريالي الصهيوني، حتى أن وجودها أصبح مرتبطا بشكل وثيق بنجاح أو فشل هذا المشروع. وهذا المشروع يتلخص في تكوين حلف ثلاثي يتكون، أولا من امبرياليات العالم بقيادة الولايات المتحدة، وثانيا من الكيان الصهيوني، وثالثا من الأنظمة العربية، لمواجهة "مثلث الشر" في الشرق الأوسط أي المقاومة في كل من فلسطين ولبنان والعراق والأنظمة التي تدعمها في المنطقة وعلى رأسها إيران وسوريا. وضمن هذا المشروع الهيمني فإن حصار غزة ليس سوى البداية لحصار أشمل وعدوان يطال كل مواقع الرفض في الوطن العربي. وبالطبع فإن الأنظمة العربية على استعداد ليس للسكوت عن حصار غزة فحسب بل والعمل على مزيد إحكامه بغلق ومراقبة حدودها مع فلسطين (مصر والأردن أساسا) وكذلك بضرب حصار، لا يقل ضراوة عن حصار غزة، على الشعوب العربية الرافضة لحصار شقيقها في فلسطين. كما أن الشق المتواطئ مع الاحتلال في حركة "فتح" سيعمل بكل ما وسعه على إطالة أمد الحصار وتضييقه لاعتقاده بأن ذلك سيضعف "حماس" وسيجعلها تقبل بشروطه وإعادته إلى السلطة في غزة.

إن الشعب الفلسطيني قد خبر بتجربته أن لا أمل له في الأنظمة العربية وأن الأمل الوحيد لرفع الحصار يكمن في المقاومة، هذه المقاومة التي لن تكون قوية وفعالة إلا إذا توحدت على راية واحدة وتركت الخلافات جانبا وعملت على صون الوحدة الوطنية وعدم الانزلاق إلى الاقتتال الداخلي الذي أضر ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية.

وبالمقابل فإن الشعوب العربية بقيادة قواها الوطنية المعادية للصهيونية والامبريالية مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى كسر الحصار المضروب عليها والخروج في مسيرات حاشدة إلى الشوارع وإعلاء صوتها فوق صوت أنظمتها الجبانة التي تحاول تكبيلها ومنعها من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، خدمة لمصالحها الأنانية الضيقة وتلبية لأوامر بوش حتى يوفر لها الحماية والدعم بما يمكنها من البقاء في كرسي الحكم مدى الحياة وتوريثه بعد ذلك للأبناء والمقربين.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني