الصفحة الأساسية > البديل الوطني > لنتحمّل مسؤولياتنا تجاه ما يجري في الحوض المنجمي
انتفاضة الفقراء تدخل أسبوعها السابع:
لنتحمّل مسؤولياتنا تجاه ما يجري في الحوض المنجمي
25 شباط (فبراير) 2008

ما يزال الوضع بالحوض المنجمي بولاية قفصة على حاله للأسبوع السابع على التوالي. فجماهير السكان مستمرة في الاعتصامات والمسيرات والاجتماعات الاحتجاجية، مطالبة بإيجاد حلول جدية لمشاكل الفقر والبطالة التي تعاني منها الجهة. ومن جهة أخرى فإن السلطة مستمرة في صمتها والأدهى والأمر أنها تخيّر خسارة المليارات من المليمات يوميا نتيجة تعطل آلة الإنتاج بالمناجم، على الاستجابة، ولو جزئيا للمطالب المشروعة للسكان التي لن تكلف الدولة، مثل هذا المبالغ المخسورة.

ولئن كان موقف السلطة يعكس في الجوهر طبيعتها الاستبدادية، الدكتاتورية التي تجعلها ترى في التفاوض مع مواطنيها "علامة ضعف" فإنه يعكس أيضا حقيقة أخرى وهي عجزها عن إيجاد الحلول لمشاكلهم وخوفا من انتشار العدوى في بقية المناطق الأخرى التي تعاني من نفس المشاكل، فالبطالة لا تختص بها جهة دون أخرى بل هي معضلة وطنية تنخر كافة الجهات والمناطق.

وأمام استمرار الحركة الاحتجاجية وتوسعها وتصاعدها، وبالتالي فشل المراهنة على عامل الوقت لانحلالها واستنزاف قوى المحتجين، فإنه يوجد من المؤشرات الجدية ما يدل على أن السلطة قد تكون بدأت تفكر في الحل الأمني القمعي. فمنذ يوم الاثنين 18 فيفري الجاري انتقلت أعداد غفيرة من أعوان البوليس (57 حافلة) مجهزين بالسلاح والهراوات ومصحوبين بالكلاب وخراطيم المياه المعدة لتفريق المتظاهرين وسيارات إطفاء الحرائق والإسعاف إلى المنطقة وهي رابضة بمداخل مدينة الرديف في انتظار الأوامر بمهاجمة السكان والمحتجين وإخماد حركتهم الاحتجاجية.

والواقع أنه إذا ما أقدمت السلطة على فعلة شنيعة كهذه فإن النتائج ستكون وخيمة وسيوقـّع نظام بن علي نهائيا صكّ القطيعة هذه الجهة، ذات التقاليد النضالية العريقة، ويكشف لمن لا يريد أن يقتنع، فشله الذريع، وهو الذي يتغنى هذه الأيام بـ"الإنجازات العظيمة" التي حققها للبلاد وللشباب خاصة متخذا هذه الكذبة مطية لتبرير "التمديد" لبن علي في عام 2009 لولاية خامسة وبالتالي لرئاسة مقــََنـّعة مدى الحياة، بدعوى تميكنه من مواصلة تحقيق إنجازاته المزعومة.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني