الصفحة الأساسية > بديل الشباب > من أجل اتحاد في مستوى المسؤولية
بمناسبة العودة الجامعية:
من أجل اتحاد في مستوى المسؤولية
18 تشرين الأول (أكتوبر) 2006

1 – أوضاع طلابية مزرية

انطلقت السنة الجامعية وانطلقت معها معاناة الأغلبية الساحقة من الطلبة لتوفير الأدنى الضروري لمواصلة دراستهم. وظل غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد المدرسية ومعاليم الكراء خاصة وأن معظمهم محروم من المنحة والسكن الجامعيين. ووجد بعض السماسرة الفرصة مناسبة، بعد فتح أبواب "الاستثمار" في السكن الجامعي للخواص، لينهب ويكدس الثروة على حسابهم.
ومن جهة ثانية تدهورت ظروف الدراسة بشكل لم يسبق له مثيل إلى درجة أصبح معها الطالب لا يجد أحيانا كرسيا في الفصل إذا لم يصل قبل الوقت. هذا دون ذكر الحالة المتردية التي عليها المكتبات والمخابر. وطلق العديد من الطلاب المطاعم الجامعية بسبب الاكتظاظ ورداءة الوجبات المقدمة. أما النقل فهو يأخذ الجهد الأكبر من الطالب أو الطالبة على حساب دراستهما.

ومن جهة ثالثة عاد الطلبة إلى الدراسة وهم يعلمون أن عشرات الآلاف من أصحاب الشهائد العليا معطلون عن العمل يجوبون الشوارع بعد أن عجزوا عن الظفر بعمل بسيط حتى لو كان لا يتماشى ومؤهلاتهم العلمية.

وقد عسكرت الدكتاتورية الجامعة فانتصب البوليس داخل الحرم الجامعي يراقب الطلبة تحسبا لأي ردة فعل على أوضاعهم المزرية وخصوصا ليقمع ويجهض أي حركة واسعة ومنظمة يطلقها الطلاب للدفاع عن حقوقهم الأساسية. وقد تفاقمت في السنوات الأخيرة ظاهرة انعقاد مجالس التأديب لطرد العناصر النشطة من الدراسة، من جزء جامعي واحد أو من كافة الأجزاء الجامعية، ولمدة محدودة أو بصفة نهائية.

2 – اتحاد في أزمة:

لقد نجح نظام الحكم بوسائل عدة، منها القمع ومنها شراء الذمم، في إضعاف المنظمة الطلابية التي كان من المفروض أن تؤطر الطلبة وتنظم نضالهم وتدافع عن مصالحهم، فانقسمت إلى جزءين وتقلص دورها ولم تعد قادرة على لعب دور فعلي وجدي في الدفاع عن الطلبة والنضال من أجل تحسين أوضاعهم.

وبقطع النظر عن ظروف وملابسات انقسام اتحاد فإن هذا الأخير أصبح يعيش أزمة حقيقية تجسدت في وجود ازدواجية هيكلية فعلية، قاعدية وقيادية كثيرا ما أدت إلى طغيان التطاحنات الداخلية على حساب مواجهة العدو الحقيقي للطلبة والمسؤول عن تردي أوضاعهم. وتراهن السلطة على تواصل هذه الأزمة حتى يبقى الطلبة فريسة سهلة للاضطهاد والقمع والتهميش، دون تمثيل نضالي حقيقي ينظمهم ويشد أزرهم.

3 – توحيد الاتحاد مهمة ملحة:

وإذا كان اليوم معظم الأطراف الطلابية تتكلم عن "ضرورة التوحيد النقابي" فإن ذلك لن يكون من تحصيل الحاصل. فقد لا تؤدي كل الجهود المبذولة إلا إلى إعادة ترتيب الانقسام والخروج بانقسام جديد محل الانقسام القديم فتتواصل الأزمة ويتواصل العجز وتتحقق رغبة السلطة. لذلك فإن توحيد الاتحاد يتطلب وعيا حقيقيا برهانات المرحلة ومقتضيات مصلحة الطلاب والابتعاد عن عقلية اقتسام المواقع لخدمة المصالح الشخصية والفئوية الضيقة. وكذلك الوعي بالعوائق الموضوعية المتراكمة نتيجة الخلافات والصراعات التي تواصلت طوال السنوات الماضية وأفرزت مسارات مختلفة وإرثا تاريخيا متباينا ليس من السهل تجاهله وعدم أخذه بعين الاعتبار.

ومع كل ذلك وقبله فلا مصداقية لعملية التوحيد إذا لم تتم بطريقة ديمقراطية وبعلاقة وثيقة بالقواعد الطلابية العريضة وفي خضم النضال من أجل حل المشاكل المادية والدراسية المتراكمة للطلاب. فلا تهمش المطالب ولا يقع التفريط في الحقوق بدعوى الاهتمام بالمسالة النقابية. ولا يقع تجاهل أزمة الاتحاد والظروف التي يمر بها بدعوى إعطاء الأولوية لمشاكل الطلاب ومطالبهم الملحة.

إن توحيد الاتحاد العام لطلبة تونس –على أسس مبدئية وصلبة- سيضع حدا لحالة التشتت والانقسام وسيعطي دفعا كبيرا للنضال الطلابي في ظل أوضاع اقل ما يقال فيها أنها مزرية ولا يمكن تغييرها إلا بنضال يومي متواصل وبالاعتماد على منظمة موحدة وجماهيرية.

إن الاتحاد العام لطلبة تونس يمر بوضعية استثنائية أغرقته في أزمة وحالت دونه وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه. فهل يتمكن مناضلوه من إخراجه من هذه الوضعية وتطوير إشعاعه ونضاليته حتى يكون في مستوى المسؤولية ويقوم بدوره على الوجه الأكمل في الساحة الطلابية والوطنية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني