الصفحة الأساسية > البديل النقابي > إضراب ناجح في الأساسي والثانوي
إضراب ناجح في الأساسي والثانوي
نيسان (أبريل) 2007

نفذ نساء ورجال التعليم بمرحلتيه الأساسي والثانوي في تونس إضرابهم المقرر منذ مدة يوم الأربعاء 11 أفريل 2007 بنجاح كبير. وقد تراوحت نسبة النجاح في التعليم الأساسي، كما قدّمها أحد أعضاء النقابة العامة للتعليم الأساسي أمام التجمع المنعقد بساحة محمد علي بتونس، بين 64% في ولاية أريانة و95% في ولاية قفصة ويصل معدل النسبة العامة إلى أكثر من 80%. أما في التعليم الثانوي فقد تراوحت بين 79% ببنزرت و92% بولاية صفاقس وتزيد النسبة العامة في هذا القطاع عن الـ 85%. ويعزى هذا النجاح، زيادة عن تشبث المعلمين والأساتذة بمطالبهم، إلى غضبهم من تصريحات وزير التربية الصادق القربي الذي بثت له التلفزة التونسية لمدة ثلاثة أيام متتالية لقاء تلفزيا حاول خلاله إقناع الرأي العام بلا مشروعية المطالب والتلميح للنوايا السياسية التي لا تمت للمطالب بصلة على حد قوله. وقد كان لهذه التصريحات مفعولا عكسيا حيث زادت في غضب الأساتذة والمعلمين ودفعتهم أكثر للمشاركة في الإضراب.

وقد عقدت نقابات التعليم من الصنفين تجمعات مشتركة صبيحة يوم الإضراب بدور الاتحادات الجهوية لتوضيح أسباب الإضراب وفحوى نتائج المفاوضات التي جرت في شأن المطالب المرفوعة. وكان التجمع الذي عقدته النقابتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي بتونس العاصمة أضخم هذه التجمعات حيث زاد عدد الحاضرين عن الأربع آلاف معلم وأستاذ جاؤوا للاستماع لنقاباتهم بخصوص المطالب وردود الوزارة وتصريحات الوزير والإجراءات المتخذة من قبل السلط لإفشال الإضراب. وقد بيّن كل من السيدين الشاذلي قاري وحمد حليم الكاتبين العامين للتعليم الثانوي والأساسي أمام المجتمعين بحضور أعضاء من المركزية النقابية يتقدمهم السيد منصف الزاهي عضو القيادة المكلف بالوظيفة العمومية، فحوى مطالبهم وتلاعب الوزارة أثناء التفاوض وتعاملها غير الجدي مع مقترحات النقابات. وقد استعرض كل منهما مطالب كل قطاع بكثير من التفاصيل وردود الوزارة عليها. وتخللت تدخلاتهما شعارات من الساحة دعا بعضها وزير التربية للاستقالة ومن هذه الشعارات نذكر "يا قربي يا كذاب هذا نهار على الحساب" و"الوزير يستقيل".

وتلقى المضربون قائمة طويلة من برقيات المساندة الصادرة عن النقابة العالمية لنقابات التربية وعن اتحاد المعلمين العرب وعن النقابات العامة والجامعات والنقابات الأساسية بتونس. كما تلا السيد عبد الرزاق الكيلاني برقية مساندة من عميد المحامين السيد عبد الستار بن موسى لقيت تجاوبا وترحيبا كبيرين من الحاضرين.

السيد منصف الزاهي عضو القيادة عبّر من جانبه عن تأييد المكتب التنفيذي للاتحاد لإضراب رجال التعليم وركز تدخله على تصريحات الوزير الأحادية في التلفزة قائلا "يا سيدي الوزير التلفزة ليست لك وحدك التلفزة ملك للشعب".

وكان المكتب التنفيذي للاتحاد أصدر بيانا عبر فيه عن استيائه من سلوك مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية التي فتحت برامجها للوزير للتهجم على نقابات التعليم ورجاله دون أن تسمح لهؤلاء بتوضيح مواقفهم. كما ذكر السيد منصف الزاهي أن وزير التربية الذي يتشدق باستعداده للتفاوض وأن وزارته عقدت 33 جلسة تفاوض لم يحضر من هذه الجلسات سوى اثنتين فقط بل – وكما بين بلاغ المكتب التنفيذي – يرفض تقبل المكالمات الهاتفية الواردة عليه من الاتحاد العام التونسي للشغل.

لقد كانت النبرة واضحة كما عبّر عنها مسؤولو القطاعين وكذلك منخرطيه وقواعده التي حضرت تجمعا بساحة محمد علي بالعاصمة، إما تفاوض جدي واستجابة لمطالب القطاعين وإما تصعيد. وقد لخص هذه النبرة الشعار الذي رفعه الحاضرون "التصعيد، التصعيد والعزيمة من حديد" وكذلك "المعلم والأستاذ والوحدة من فولاذ". والمهم اليوم النظر إلى المستقبل، والتخطيط لمواصلة النضال من أجل فرض المطالب التي يرفعها المعلمون والأساتذة والتي لا تهمهم هم فحسب بل كل القوى الحية في البلاد.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني