الصفحة الأساسية > بديل الشباب > العاطلون عن العمل: حركة متصاعدة
العاطلون عن العمل: حركة متصاعدة
7 تموز (يوليو) 2006

قامت مجموعة تتكون من 17 من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل، بالاعتصام كامل صبيحة الاثنين 12 جوان 2006 أمام مقر ولاية قفصة احتجاجا على واقع البؤس والتهميش الذي تعيش فيه مطالبة بحقهم في الشغل. كما قامت قبل ذلك بأسبوع مجموعة من الخريجين من مؤسسي "اتحاد حاملي الشهادات المعطلين عن العمل" بالاعتصام أمام مقر وزارة التشغيل بالعاصمة محتجة على نفس الأوضاع ورافعين نفس المطالب. وفي يوم السبت 17 جوان أصدر خمسة من قدماء إطارات الاتحاد العام لطلبة تونس بيانا يحتجون فيه على استثنائهم من قوائم الناجحين نهائيا في منظرة الكاباس التي صدرت نتائجها يوم 14 جوان 2006. وهو استثناء يقوم على اعتبارات سياسية (انظر البيان) ولا علاقة له بمؤهلاتهم العلمية.

إن هذه الأحداث المتواترة هي بمثابة المؤشرات التي تنبئ بأن خريف السلطة سيكون عاصفا ومتوترا، وسيكون لوزارة التربية نصيب الأسد في موجة الغضب التي تعتمل وتشمل فئات عديدة من أساتذة الثانوي ومعلمي الأساسي وصولا إلى حاملي الشهادات المعطلين. فنقابات التعليم الثانوي والأساسي وبعد إضرابين ناجحين قررت مواصلة التحركات والتجمعات الاحتجاجية طيلة الصائفة معلنة منذ الآن أن بداية العام الدراسي المقبل لن تكون صامتة ولا حتى عادية. وهو نفس الأمر الذي أعلنته لجان العاطلين من أصحاب الشهادات التي تشكلت في المدة المنقضية والتي تمثل أحسن رد على تعنت الدكتاتورية النوفمبرية التي لا هم لها سوى خدمة مصالح المافيا الاقتصادية على حساب الجماهير الواسعة التي يتعمق فقرها يوميا ويصل إلى درجة الخصاصة والإملاق لدى فئات واسعة من عمال المناولة وضحايا تطهير المؤسسات. إضافة إلى عمال القطاع العام والخاص الذين خرج العديد منهم عن الصمت ودخلوا في حركة احتجاجية مرشحة للاتساع (التعليم، الصحة، الصناديق الاجتماعية، النسيج...). وإذا علمنا أن العودة المدرسية القادمة ستتزامن مع بداية شهر رمضان، فإن ذلك كاف بأن يصيب الملايين بالصداع من الآن. وللتذكير فإن خريف 1977 الذي مهد لأحداث 26 جانفي 1978، قد تزامنت فيه العودة المدرسية مع شهر رمضان. وهما المناسبتان الأعنف على جيب المواطن الشغيل والموظف ومحدود الدخل. إن الإطار الموضوعي الذي وصفناه هو إطار لن يولد إلا الغضب والانفجار وهو أمر تدركه جيدا حتى الدوائر الرسمية التي لازالت تصر على وصفتها التقليدية للتعامل مع الأزمات ومع كل ما يهم الشعب بشكل عام: الديماغوجيا من جهة بإعلاء وتائر الدعاية الوهمية حول "أزمة خارجة عن النطاق" (أزمة الطاقة...) وعن "مجهودات جبارة للحد من مضاعفات ذلك لدى الفئات محدودة الدخل".. والقمع من جهة أخرى. وهو قمع طال الجميع وبدون استثناء. ومن الوارد أن يستشري في المدة القادمة تزامنا مع تطور الحركة الاجتماعية.

إن فقراء تونس ومحروميها لا خيار أمامهم سوى المقاومة. إن جبهة هي الآن بصدد التعزز وهو ما يؤهلها لأخذ زمام المبادرة لنسف أكذوبة "تونس جنة" و"بلد الأمن والأمان". فليتحد عمال تونس وموظفوها وعاطلوها ومهمشوها من أجل الدفاع عن الخبز والكرامة والحياة. وليكن أصحاب الشهادات في طليعة النضال. إنهم 100 ألف..! لو نزلوا إلى الشوارع والميادين لزلزلت الأرض زلزالها! فهلا فعلوا؟!



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني