الصفحة الأساسية > البديل الوطني > فضاء ضد الانغلاق الإعلامي
المدوّنة التونسية:
فضاء ضد الانغلاق الإعلامي
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2007

ثمة ظاهرة جديدة ومهمة في ميدان الإعلام في تونس هي بروز حركة المدونات الشخصية وتجاهها نحو التوسع والتطور بما ينبئ أنها قد تتحول إلى ظاهرة إعلامية تضاهي وتنافس الإعلام الصحفي التقليدي أو الإعلام السمعي البصري خصوصا وأن طائفة واسعة من الشباب يقبل على هذا الشكل الإعلامي الجديد وينخرط فيه.
والظاهرة ليست في الواقع خاصة ببلادنا إذ أنها التحقت بها مؤخرا قياسا بعديد البلدان الأخرى في أوروبا والعالم المتقدم وحتى في بعض البلدان العربية مثل مصر والمغرب.

فمع تقدم تقنيات الاتصال الحديثة وخاصة الشبكة العالمية للأنترنيت توفرت فضاءات جديدة وكثيرة للإعلام والاتصال ومنها المدونات علىاختلاف أنواعها وخاصة المدونات الشخصية على اختلاف اختصاصاتها. وهي كظاهرة تعبّر عن التوق اللامحدود للتعبير الحر وردة فعل على أشكال الإعلام التقليدي الذي تحوّل إلى احتكارات مالية عالمية تكيف الأخبار والأحداث وتتصرف فيالوقائع والمعطيات حسب الأهداف والمخططات السياسية والاقتصادية.
أما في بلادنا كغيرها من البلدان المحرومة من الإعلام الحر ومن حق التعبير بإن ظاهرة المدونات ولدت لتجاوز الحدود القسرية المضروبة على حرية التعبير والاتصال.

والمتصفح للعدد الهام من المدونات التونسية (على محدوديتها قياسا بعض البلدان الأخرى يجد عددا كبيرا من المدونات التي تهتم بالشأن العام السياسي على وجه الخصوص. وبعضها يتميز بدرجة عالية من الجرأة والوضوح وبروح نقدية بل ومعارضة لاختيارات النظام التونسي في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. إذ أنا تتطرق لمواضيع تستنكف الجرائد التونسية وبقية وسائل الإعلام عن طرحها وتعبّر عن مواقف لا تقدر حتى بعض الأحزاب المعارضة عن التعبير عنها.

وقد اتفق أصحاب المدونات خلال شهر جوان الماضي مثلا على التدوين من أجل حرية التعبير في تونس، وخصصوا في وقت لاحق مدونة لفضح الصحافة والصحافيين ومقالاتهم المتملقة ولغتهم الخشبية المبتذلة وريائهم السياسي. وتسمى هذه المدونة "مدونة بودورو" (إشارة إلى تفاهة قيمتها) وترصد هذه المدونات شهريا "أتعس" المقالات والجرائد والصحافيين المعروفين في هذا الميدان. وقد طالت عملية التشهير هذه حتى التلفزة التونسية.

وتعتمد المدونات إلى جانب جرأتها وصراحتها لغة مبسطة ومضامين متنوعة وعميقة وتقدم تحاليل على درجة عالية من الأهمية والتميز.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني