الصفحة الأساسية > البديل النقابي > تجري الرّياح بما لا تشتهي البيروقراطية النقابية
مؤتمر الاتحاد الجهوي بالقيروان:
تجري الرّياح بما لا تشتهي البيروقراطية النقابية
14 حزيران (يونيو) 2009

عقد الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان مؤتمره العادي يوم 25 أفريل 2009 بعد تأخير بشهر جرت خلاله الترتيبات اللازمة وأعطيت الفرصة للكاتب العام السابق حتى يعدّ القائمة المناسبة التي تـُرضي البيروقراطية، خاصة بعد أن أصدرت هذه الأخيرة تعليماتها بغلق باب الاتحاد الجهوي أمام معارضيها بمن فيهم من كان ضمن التشكيلة السابقة.

تقدّمت للمؤتمر قائمتان واحدة معارضة تتشكل من عناصر يسارية وديمقراطية ومن المغضوب عليهم وأخرى رسمية يترأسها الكاتب العام السابق وهي تتشكل من نقابيين موالين له سياسيا ونقابيا وقابلة بالخط البيروقراطي ومتعاونة معه وعناصر أخرى مستقلة وديمقراطية فرضت على الكاتب العام لأن موازين القوى النقابية لا تسمح بأقل من ذلك. كما تقدمت للمؤتمر عناصر نقابية أخرى بصفة فردية حيث وصل عدد المترشحين إجمالا إلى 25 مترشحا.

بعد الافتتاح الذي حضره عديد النقابيين وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبعض قدماء النقابيين إضافة إلى الأمين العام للمنظمة وأعضاء من المكتب التنفيذي الوطني ورموز نقابية وطنية (كتـّاب عامّون للاتحادات الجهوية والنقابات العامة...) أعطيت الكلمة للنواب الذين ركزوا على تراجع أداء الاتحاد الجهوي مقارنة بالفترة السابقة وعلى التجاوزات التي حصلت من طرف الكاتب العام المتخلي الذي تميّز أداؤه بالفردانية والتغييب شبه التام لهياكل الاتحاد وتوظيف ممتلكات المنظمة للأغراض الخاصة... وتناول المتدخلون أيضا قضايا هامة كقضية الحوض المنجمي محملين قيادة الاتحاد قسما هاما من مسؤولية المصير الذي لقيه قادة الحركة ونشطاؤها مطالبين بالنضال من أجل إطلاق سراحهم. كما تناولت التدخلات قضايا "اللبرلة" المتوحشة والعشوائية وهشاشة الشغل وتدهور القدرة الشرائية للأجراء وغيرها من القضايا التي تشغل بال النقابيين.

وقد التقت مصلحة الأقلية المضطهدة ضمن القائمة الرسمية التي تشكلت بطريقة فوقية، والرافضة لتسلط الكاتب العام والتي لم تكن مقتنعة من منطلقات مختلفة بالتركيبة مع مصلحة المغضوب عليهم والمقصين تعسفا لأسباب مختلفة، وشكلت قائمة مشتركة تتكون من فتحي لطيف وصلاح السالمي ورشيد الهدّاوي من القائمة الرّسمية وإبراهيم الهادفي وكمال السبوعي وطارق المسعي والهاشمي عطي وحسونة الفطناسي وكمال العبداوي في القائمة المعارضة. وكثفت الدعاية لصالح هذه القائمة المشتركة على اعتبار أنها الطريقة الأفضل لإنجاح قائمة متوازنة وقادرة على تطوير أداء الاتحاد الجهوي.

وقد أفرز المؤتمر التشكيلة التالية:

1 – فتحي لطيف (80 صوت)
2- صلاح السالمي (66 صوت)
3 – كمال السبوعي (56 صوت)
4 – حسن الحدادي (55 صوت)
5 – إبراهيم الهادفي (48 صوت)
6 – طارق المسعي (46 صوت)
7 – حسونة الفطناسي (42 صوت)
8 – الناصر العجيلي (42 صوت)

ولم يتم توزيع المهام مباشرة بعد صدور النتائج نظرا لمغادرة الكاتب العام المتخلي قاعة المؤتمر في حالة غضب. وجرت في الأثناء الضغوط اللازمة لمنع إبراهيم الهادفي من تحمّل مسؤولية النظام الداخلي ووقع إبعاده حتى عن خطته السابقة (الإعلام والمرأة والشباب العامل)، بهدف إرضاء البيروقراطية النقابية والناصر العجيلي الذي هدّد بالانسحاب.

إن ما يسترعي الانتباه في هذا المؤتمر هو إفرازه مكتبا تنفيذيا يتضمن مجموعة من النقابيين اليساريين والديمقراطيين بإمكانهم إعطاء دفع هام لعمل الاتحاد لو أحسنوا التنسيق والتعاون فيما بينهم.

عاشت نضالات العمال... تسقط البيروقراطية



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني