الصفحة الأساسية > البديل العالمي > الجبهة المعادية للعولمة تتدعّم بالقارة الأمريكية
بمناسبة الانتخابات الرئاسية ببوليفيا:
الجبهة المعادية للعولمة تتدعّم بالقارة الأمريكية
15 كانون الثاني (يناير) 2006


1 – تقديم:

صعد يوم 17 ديسمبر 2005 إلى الحكم ببوليفيا المناضل اليساري ذو الأصل الهندي "إيفو مورالاس" بأكثر من 50% من الأصوات:

الرئيس الجديد، زعيم "الحركة نحو الاشتراكية" هو "ممثل الفلاحين الفقراء" الذين يعيشون من زراعة ورقة "الكوكا".

هذا الانتصار جاء بعد صراع ومواجهات ضد رأس المال والحكومة المواليين للامبريالية الأمريكية المهيمنة تاريخيا على الخيرات والمواد الأولية في بوليفيا عبر الشركات المتعددة الجنسيات. وهو يأتي ليدعم التوجه البوليفاري الوطني المعادي للاستعمار في أمريكا اللاتينية (شافيز بفنزويلا وكاسترو بكوبا) ولتنعم الشعوب الفقيرة لهذه البلدان بخيراتها.


2 – تطور الصراع الطبقي في بوليفيا منذ سنة 2000

سنة 2000: تحركات شعبية ضد غلاء أسعار الماء الصالح للشراب سميت "حرب الماء" وضد البطالة والصعوبات الاقتصادية سنّ على إثرها الرئيس اليميني حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر.

أفريل 2002: سكان مقاطعة "كوشا بامبا" يطردون شركة المياه المتعددة الجنسيات عبر انتفاضة عارمة.

فيفري 2003: انفجار غضب الشعب البوليفي لمدة ثلاثة أيام ضد إجراءات صندوق النقد الدولي المتمثلة في رفع الضرائب على المرتبات. وكانت النتيجة ما لا يقل عن 30 قتيلا.

أكتوبر 2003: انتفاضة شعبية دامت شهرا سميت "حرب الغاز" سقط خلالها 80 قتيلا أجبرت الرئيس البوليفي العميل "سانشير دي لوزادا" على الفرار إلى أمريكا وصعود نائب الرئيس "كارلوس ميزا" إلى الحكم.

جوان 2004: تحركات الأعراف والملاكين العقاريين في شرق البلاد وهي أغنى منطقة وتحتوي على 85% من احتياطي البترول والغاز الطبيعي مطالبين بالانفصال عن بقية الشعب البوليفي الهندي الأصل.

جوان 2004: استفتاء حول المحروقات قاطعته أغلب الحركات الاجتماعية.

جانفي 2005: المظاهرات من جديد ضد غلاء الأسعار وضد سياسة صندوق النقد الدولي قابلها الأعراف الرأسماليون بطلب الانفصال. وتم خلال هذه التحركات طرد الشركة الفرنسية لتوزيع المياه.

مارس 2005: انفصال المجتمع إلى تكتلين استقطبا الأحزاب والجمعيات يضم الأول الأحزاب اليمينية الموالية للامبريالية الأمريكية والماسكة بالسلطة بزعامة الرئيس "ميزا" ويضم الثاني أحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي تمثل الطبقات الفقيرة من عمال وفلاحين ومثقفين وطلبة.. ورغم صدور قانون الترفيع في الأداءات الموظفة على الملكية الصناعية للشركات الأجنبية فإن جوهر الخلاف بقي قائما وهو سيادة الشعب البوليفي على خيراته.

ماي 2005: الخلافات داخل كتلة المعارضة في التكتيك الواجب سلوكه للوصول إلى السلطة: الدعوة للمجلس التأسيسي أو الدعوة لإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها أو الانتفاضة المسلحة.


3 – سياسات الامبريالية الأمريكية ببوليفيا

لا تختلف سياسة الامبريالية الأمريكية في بلدان القارة الأمريكية إذ تعمل على استغلال الخيرات الطبيعية لهذه البلدان ومراكمة ديونها لتأبيد تبعيتها اقتصاديا وسياسيا. كما تمول الولايات المتحدة العصابات لممارسة العنف والتقتيل ضد الفلاحين الفقراء منتجي ورقة "الكوكا" مصدر عيشهم الوحيد وحطمت قرابة 80% من المساحات المزروعة تحت شعار "مقاومة المخدرات" تسعى إلى بسط يديها على كل الخيرات الطبيعية من بترول وغاز ومناجم وأخيرا الماء. وهو ما جعل بوليفيا أفقر بلدان القارة رغم وفرة ثرواتها الطبيعية.

تركزت الدعاية الامبريالية حول تجارة المخدرات في حربها ضد المرشح اليساري مورالاس، زعيم "الحركة نحو الاشتراكية" وممثل الطبقات الفقيرة وخاصة الفلاحين.


4 – تصريحات ومواقف مورالاس:

ناضل مورالاس في صلب "الحركة نحو الاشتراكية" وعرف السجون. كما انتخب بالبرلمان سنة 1997 وكان مدافعا عن المطالب الجزئية والعامة للحركة الاجتماعية واعتبر "الرأسمالية عدو الإنسان لأنها تتلاعب بالحقوق الأساسية للمواطن". كما نادى بتأميم المصالح الأجنبية ودعا إلى التعاون مع بلدان القارة الجنوبية من أجل توحيد النقد وتوحيد أسعار المواد الأولية لمواجهة الامبريالية الأمريكية وهو لا يخفي إعجابه بشافيز وبفيدال كاسترو وصداقته لهما. وهو يدعو إلى عدم التمييز الجنسي والعرقي ضد الهنود، السكان الأصليين، أو ضد الأقليات البيضاء. ولم يتردد الرئيس الجديد في التنديد باحتلال العراق والتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني.


5 - خاتمة:

إن أمل الشعوب في كافة أنحاء العالم في الانعتاق من هيمنة النظام العالمي الجديد بدأ يتحقق من خلال الانتصارات المتواترة في أمريكا الجنوبية للأنظمة الوطنية والشعبية المعادية للاستعمار. لقد أصبحت الظاهرة الشافزية محطّ أنظار محبّي السلام ومناهضي العولمة. ويعتبر صعود نظام معاد للامبريالية في بوليفيا دعما لنضال الشعوب المضطهدة ودفعا للمقاومة.

من المؤكد أن المخابرات الأمريكية ستسعى إلى قلب موازين القوى لصالحها عبر التجسس وشراء الضمائر للتخطيط للاغتيالات والانقلابات.. لكن على الشعب البوليفي ملازمة الحذر حتى يضممن تواصل هذا المكسب. ويلقى على عاتق ممثلي العمال والفلاحين من الأحزاب اليسارية والشيوعية وغيرها من التنظيمات التقدمية المعادية للدكتاتورية والامبريالية دعم الوحدة في اتجاه العدو الرئيسي، الامبريالية الأمريكية، والتدرّج نحو كسب ثقة الشعب لصالح بديل ديمقراطي، شعبي، وتقدمي. وعلى الرئيس الجديد أن يفي بوعوده ولا يخيب أمل الملايين من أبناء وبنات شعبه الذين أوصلوه إلى الحكم ليدافع عن مصالحهم وطموحاتهم.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني