انعقد يوم 27 نوفمبر 2005 بأنقرة، عاصمة تركيا، المؤتمر الرابع لـ"حزب العمل". وقد حضرت أشغاله وفود أممية عديدة وشارك فيه عدة آلاف من الكادحين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء تركيا وهم يرددون نشيد الأممية والشعارات المدافعة عن الثورة وعن الاشتراكية. وقد سبق هذا المؤتمر، الذي هو عبارة عن اجتماع جماهيري عامّ، ندوة عامة حضرها 500 مندوب، وهذه الندوة هي المؤتمر المعني المتداول. وقد ناقش هؤلاء المندوبون على مدى يومين أهم القضايا التي تهم الوضع بالبلاد وحياة الحزب ونشاطه. وتركزت كامل أشغال الندوة على القضايا التنظيمية وكان شعارها المركزي: "الطبقة العاملة تكون أقوى بحزبها".

ناقش المندوبون عمل الحزب في صلب الطبقة العاملة وتعرضوا لنجاحاته وإخفاقاته. وأثاروا في هذا الإطار تكتيكات الحزب ومواقفه داخل النقابات. وقد تناول الكلمة العديد من العمال القادمين من مؤسسات كبيرة وتحدّثوا عن تجاربهم وعن الصعوبات التي يلاقونها في نشاطهم. وكان من بين هؤلاء عمال شركة "تليكوم" الذين يخوضون نضالا هاما ضد خوصصة شركتهم، وعمال من شركة "تيكال" وهي شركة احتكارية في مجال "صناعة الأغذية" ويناضل عمالها ضد محاولات حلها نهائيا.

وعلى العموم فإن عمالا عديدين ينتمون إلى فروع مختلفة مثل صناعة الحديد والكيمياء والبترول والنسيج وحظائر صناعة السفن إضافة إلى شغالين بقطاع التعليم والصحة، وإلى نساء وشبان وعمال فلاحيين ومزارعين فقراء ناقشوا قضايا تهم مستقبل الحركة العمالية والشعبية بتركيا واتخذوا بشأنها القرارات التي ستوجه نشاطهم في المستقبل.

وكان من بين المسائل التي نوقشت استعمال جريدة "إفرنسال" كسلاح فعّال في النضال الطبقي اليومي. وقد ناقش المندوبون مطولا ضرورة الرفع في كمية السحب واستغلال طاقات الحزب التنظيمية لإحكام توزيعها. كما أثار المندوبون القضية الكردية في تركيا واعتبروا أن حلها لا يمكن أن يكون إلا من منظور شعبي وديمقراطي. وفي هذا الإطار عبّر المندوبون عن دعمهم للخط الذي تسلكه قيادة الحزب ووجهوا نداء إلى القوى الديمقراطية في تركيا كي توحّد جهودها من أجل البحث عن حل عادل وديمقراطي وشعبي للمسألة الكردية.

وانتخبت الندوة قيادة جديدة للحزب تضم 35 عضوا ولجنة نظام تضم 7 أعضاء. وقد انتخب الرفيق "ليفانت توزل" من جديد رئيسا للحزب.

وفي الخطاب الاختتامي للمؤتمر، وأمام حوالي خمسة آلاف شخص، لفت "ليفانت توزل" الانتباه إلى المشاريع الامبريالية التي تستهدف المنطقة ومن ثمة المخاطر التي تهدّد تركيا. وقد قال في هذا الإطار: "منذ 15 سنة وعدتنا الاحتكارات الدولية ورأسماليو العالم بعالم أفضل وبالسلم والازدهار. ولكننا نعيش اليوم فظاعات الرأسمالية(..). إن الطبقة العاملة والشعوب يزدادان يقينا أن الأمور لا ينبغي أن تستمر على ما هي عليه اليوم (..). وحيثما توجد مقاومة فنحن عمال تركيا وكادحيها، ندعمها ونقف إلى جانبها. نحن مع المقاومة في العراق ومع الانتفاضة في فلسطين ومع شعبي كوبا وفنزويلا اللذين يناضلان ضد الحصار".

وقد صادق المؤتمر الرابع لحزب العمل على مجموعة مقررات للتقدّم بنضال الطبقة العاملة والشباب والنساء والفلاحين الفقراء والشعب الكردي وهي مقررات:
  حول مساندة نضال العمال الشبان من أجل حقهم في التنظم النقابي.
  حول تنظيم العمال الفلاحيين والمزارعين الصغار.
  حول النضال من أجل الديمقراطية.
  حول حماية المحيط والتراث الثقافي
  حول العمل في صفوف المثقفين وأهل العلم
  حول العمل في صفوف النساء الكادحات
  حول مساندة النضالات ضد الخوصصة
  حول المسألة الكردية: من أجل تحقيق حل ديمقراطي وشعبي
  حول المسائل المالية للحزب
  حول الاستخدام الناجع للجريدة
  حول التضامن الأممي مع شعوب المنطقة وشعوب العالم.
  حول النضال ضد الإجراءات اللاشعبية لحكومة "حزب العدالة والتنمية".